رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
الموت غرقا باسم «العولمة»!

استكمالا لحديث الأمس تحت عنوان «المراجعة أو الكارثة» تلقيت العديد من الرسائل والاتصالات وأغلبها يرى أن عصر «العولمة» وعلى عكس ما كان يروج له المبشرون به فإن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ازدادت تدهورا وخاصة فى الدول الفقيرة التى أصبحت مركزا لتسيير قوافل الهجرة غير المشروعة.

والسبب فى ذلك أن فقراء العالم تصوروا أن الدول الغنية والمتقدمة التى تبنت شعارات وأفكار «العولمة» هى دول صادقة فى دعوتها وإن «العولمة» فى أبسط تفسيراتها هى الانتقال بالبشرية إلى عصر «اللامكان» وإن ذلك معناه حق الانتقال من دول الجنوب الفقيرة إلى دول الشمال الغنية التى استباحت لنفسها فقط حق استثمار ثورة النقل والاتصالات والمواصلات فى تأكيد حرية نقل الأموال والاستثمارات والبضائع واستباحة حق التدخل فى شئون الآخرين باسم دعم الديمقراطية تارة وباسم حماية حقوق الإنسان تارة أخرى.

وفى ظل هذه المفاهيم الملتبسة مات عشرات الألوف غرقا فى البحار والمحيطات وكان لسان حالهم يقول إنهم يمارسون حقهم المشروع وفق قوانين العولمة لأنه إذا كانت العولمة تقول إن رأس المال ليس له وطن فإن من الطبيعى أن يكون العمل متاحا بلا وطن وبلا مكان بينما على الجانب الآخر تزايدت الدعوات العنصرية فى أمريكا وأوروبا ضد هجرة أبناء الدول الفقيرة لأن تفسير العولمة من وجهة نظرهم يسير فى اتجاه واحد يلبى فقط مصالح هذه الدول المتخمة بالثروات ودون النظر لحقوق ومطالب المهاجرين.

وليس من المبالغة القول بأن حصاد عصر العولمة يمثل وصمة عار فى جبين الإنسانية التى لم تشهد من قبل هذا الطوفان لإحداث تغييرات جوهرية فى التكوين الثقافى والحضارى للمجتمعات وطمس القيم الوطنية والقومية لكى تحل محلها سلوكيات تخاصم القيم الدينية مثل إباحة حق الإجهاض للنساء وحق الزواج للمثليين .. استر يا رب!

خير الكلام:

ما قيمة الإنسان معتقداً .. إن لم يقًل للناس ما اعتّقّدا!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: