بداية لعلنا نتفق أنه منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها لم تعرف البشرية مجتمعا يخلو من الإجرام ولهذا سنت القوانين والتشريعات ولكن المشكلة أن كافة القوانين فى كافة دول العالم لم تسن لمنع الجريمة من الحدوث ولكن للعقاب عليها بعد وقوعها!
وهناك أسباب متعددة وراء انتشار الجريمة على مر العصور لكن عالم النفس الشهير «سيجموند فرويد» يعزو كل ما يقع من جرائم إلى النفس البشرية قائلا: «إن النفس البشرية مليئة بالاضطراب والتخيل .. وإن الكثيرين الذين يعيشون فى أوهام إذا لم تنقذهم العناية الإلهية من أوهامهم ينحدر بهم الطريق إلى الجريمة أو الجنون».
وهنا أقول بكل الوضوح إن العناية الإلهية لا تنقذ أحدا من أوهامه إلا إذا كان متسلحا بالفهم العميق للدين ولذلك ليس أمامنا من خيار فى مواجهة الانتشار المتسارع فى هذه النوعية من الجرائم بسبب الترف الاجتماعى الكاذب سوى بالعودة إلى الاستمساك الصادق بالقيم الدينية والروحية والاجتماعية التى يراد لنا أن نتخلى عنها تحت وطأة عواصف الثقافة العولمية المدمرة.
وكل الجرائم الأخيرة وأبشعها جرائم القتل العمد التى هزت ضمير مجتمعنا فى الآونة الأخيرة بها كثير من الغموض والألغاز التى يصعب فكها بالبحث والتحرى الجنائى والقانونى فقط اعتمادا على الشواهد والأدلة الظاهرية ومن ثم يحتاج الأمر إلى البحث عن الدلائل الحقيقية الكامنة فى النفس البشرية التى تقدم على مثل هذه الجرائم المروعة ليس ضد خصوم وأعداء وإنما لإنهاء حياة صنعها الحب والعشق وشهوة الامتلاك وهى شهوة مدمرة تدفع بالمضطرب نفسيا إلى فعل أى شىء يحرم الآخرين من اختطاف حبه وعشقه الموهوم!
خير الكلام:
<< أحيانا يقود الذوق السيئ إلى الجريمة .. والجريمة تجر العار!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: