هذا حكم تاريخى أصدرته المحكمة الإدارية العليا برئاسة المستشار محمد خفاجى فى أخطر القضايا المجتمعية، وهى انتقام الرجل من المرأة لرفضها الزواج منه..
< مدرس انتقم من زميلته لرفضها الزواج منه بالتشهير بها وتركيب صورتها على جسد امرأة عارية الصدر بألفاظ قذرة وألصقها على منزلها والمحال المجاورة.. النيابة الإدارية ارتضت بوقفه عن العمل نصف سنة وهى لا تتناسب مُطلقا مع ما اقترفه الطاعن من جُرم وانتقام فى حق إنسانة بريئة كل ما فعلته أنها استخدمت حقها الطبيعى فى رفضه كشريك لحياتها..
إن المحكمة تحاكم اجتماعيا ظاهرة المجتمعات العربية فى انتقام الرجل من المرأة لرفضها الزواج منه بحيثيات تاريخية فى 8 قواعد تعرف عليها:
1ــ الانتقام من المرأة بتشويه سمعتها لرفضها الزواج من المنتقم من أنكَى جِراحات الحياة يمثل إهانة للمرأة ومهانة للرجل..
2ــ الإسـلام أعطـى المـرأة حـق اختيـار شريـك حياتهـا فلا يجوز للرجل إجبارها على الزواج منه..
3ــ انتقام الرجل من المرأة لرفضها الزواج منه مسلك مشين يتأباه منهج الأديان ويتعارض مع معانى الرجولة الحقة والكرامة الإنسانية..
4ــ لا يجوز للرجل أن ينتقم من المرأة بسبب استخدام حقها العاطفى فى رفض الزواج منه بأى وسيلة كانت مادية تمس جسدها وتنال من حقها فى الحياة، أو معنوية تمس شرفها وتحط من قدرها وحقها فى السمعة والاعتبار..
5ــ الجرائم اقتحمت الحياة بين الأسر بل والحياة الزوجية المصرية والعربية بسبب غياب السكن النفسى وضياع الاستقرار العاطفي..
6ــ يجب ألا يأخذ الرجل من رفض المرأة للزواج به أنه يجرح شخصه لأن مسألة عدم التوافق العاطفى أمر يجب ألا يبحث عن أسبابه حتى ولو تسبب من الرفض ألما حاق به من إيقاع العصر المتلاحق نحو إحداث الأضرار والآلام من مخاطر السوشيال ميديا التى نهشت الحق فى الخصوصية للأسر المصرية.
7ــ لا يجوز أن يتخذ الرجل العاقل من رفضها الزواج منه على محمل شخصي، فهو ليس فشلًا بل عدم تآلف بين روحين لم يتاَخيا على درب الحياة..
8 ــ حماية المرأة وهى مصونة، سواء فى كيانها الجسدى أو المعنوى, ومن الذكاء العاطفى أن يعتمد الرجل على ثقافة العقل والقلب معا فى مملكة المشاعر فيتخذ من الرفض حافزا للطموح والوصول لقمة النجاح..
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: