لعل دول العالم ــ خصوصا دول العالم الثالث الآخذة فى النمو ــ تستطيع أن تستفيد من درس الأزمة الأوكرانية وأن تدرك أن سياسة الاحتماء بالقوى الكبرى أثبتت فشلها وأن أى حرب تنشب فى أى بقعة من العالم تتحول تلقائيا إلى ميدان للصراع بين الكبار لكن الثمن الأكبر يدفعه من لا ذنب لهم ولا مطمع ولا مصلحة!
وأتطلع إلى ما يجرى ويدور هذه الأيام من تحركات واتصالات وأتساءل بكل حسن النية .. هل من صالح منطقتنا أن تكون ميدانا لتحالفات وتحالفات مضادة لن تجنى شعوب المنطقة من ورائها إلا المزيد من المتاعب والمشاكل والأزمات الإضافية!
إن من الخطأ والخطر معا أن نترك المتاعب والمشاكل والأزمات تفرض علينا لكى تقتحم المعارك والحروب حياتنا وتعرقل كل آمالنا وأحلامنا المشروعة فى البناء والتنمية.
إن السلام الذى سعينا إليه تحت رايات الشرعية الدولية منذ عام 1977 مازال مساره معطلا بفعل فاعل ترتكز حساباته إلى أن السلام والهدوء والأمن والاستقرار الذى تحلم به شعوب المنطقة يتعارض مع أهدافها ومصالحها التى ليس لها سند من وحى المواثيق الدولية أو الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة أو حتى مبادئ الإنسانية والأخلاق.
والغريب أننا نبتلع الطعم تلو الآخر ونقع ــ بوعى أو عن غير وعى ــ أسرى لأوهام مغلفة بحلو الكلام ثم نكتشف فى النهاية أن كل ما سمعناه كان مجرد سراب بدءا من حدوتة حلف بغداد عام 1954 وحتى حدوتة اليوم التى تحمل أكثر من عنوان!
ولست أظن أن أوضاع المنطقة وظروفها الملتبسة تحتمل مزيدا من السعى وراء سراب الأمانى والجرى واللهث على طريق الأوهام خصوصا وأن السجل خير شاهد على أن كل ما تلقيناه من وعود قد ضل الطريق بل أن هذه الوعود لم تثمر شيئا سوى أن الأمانى المشروعة قد زادت بعدا وتعقيدا .. وخريطة المشهد الفلسطينى تغنى عن أى حديث إضافي!
ورأيى أن أمن واستقرار الشرق الأوسط لا يتطلب بناء أى تحالفات عسكرية وإنما يحتاج الشرق الأوسط إلى تعايش وتعاون وسلام إقليمى يرتكز فقط إلى قواعد الشرعية الدولية!
خير الكلام:
أحد أكثر الأوهام إلحاحا هو الاقتناع بأن مصدر عدم رضانا يكمن خارج إرادتنا!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: