رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
عوامات النيل

كل الناس فى مصر حلموا يوما أن يكونوا من سكان العوامات التى تنتشر على ضفاف النيل.. إنها جزء من تاريخ مصر حين كانت تصور فيها الأفلام، كل نجوم السينما فى مصر عاشوا ذكريات جميلة فى هذه العوامات وكل نجوم السياسة والفن كانت لهم أيام فى هذا التراث البديع.. إنها تنتشر على ضفاف النهر الخالد فى الزمالك والعجوزة ولم يبق منها إلا القليل.. يقال إن عددها الآن 32 عوامة، ظهر أصحاب هذه العوامات يستغيثون على مواقع التواصل الاجتماعى بعد أن قررت وزارة الرى إزالة هذه العوامات رغم أن فيها سكانا لا يملكون غيرها.. شاهدت سيدة عمرها ٨٨ عاما تقول إنها ولدت فى هذه العوامة وليس لها سكن آخر فأين تذهب، لقد ارتفعت أسعار هذه العوامات وأصبحت بالملايين ومعظم سكانها من كبار السن ولا ادرى ما هى أسباب إزالة هذه العوامات وشواطئ النيل مشغولة بالنوادي.. فهل تستطيع وزارة الرى إزالة هذه النوادى وإذا قررت إزالتها فهل تعوض سكانها ماليا آو تقدم لهم سكنا بديلا؟!.. إن معظم أصحاب هذه العوامات فى أرذل العمر ومن حقهم أن تعوضهم الدولة كما فعلت فى عشوائيات ماسبيرو، أما أن تهدم العوامات دون تعويض أو بديل فهذا أمر يستحق المراجعة، إن أمام وزارة الرى أكثر من بديل لحماية حقوق أصحاب العوامات إما تعويضا ماليا آو سكنا بديلا أو يتركون الناس فى بيوتهم.. إن قرار وزارة الرى أن العوامات تسيء للنيل وتلوث مياهه والحقيقة أن هناك أشياء كثيرة غير العوامات تسيء للنيل من أخطرها مخلفات المصانع والسفن السياحية ومياه الصرف والمجاري.. إن طرد أصحاب العوامات دون تعويض أو بدائل قرار يحتاج إلى مراجعة وأرجو من وزير الرى المهندس محمد عبد العاطى أن يصدر قرارا إنسانيا يحمى مصالح أصحاب هذه العوامات ويصون حقوقهم.. إن هذه العوامات جزء من ذكريات الناس عاشوا فيها وليس من السهل أن نقتطع جزءا من حياة الإنسان بهذه القسوة.

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: