رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
الغرب يتغير ضد إثيوبيا

تتوالى الشواهد المُعلَنة رسمياً على أن هناك موقفاً دولياً مُستجَدَّاً يتصاعد بوتيرة سريعة ليتبلور ضد إثيوبيا، بلغة واضحة تدين المذابح التى يقودها نظام آبى أحمد ضد شعبه فى إقليم تيجراى، واستنكاراً لاعتداءاته التى زادت فى الفترة الأخيرة ضد إقليم الشفقة السودانى، مع إشارات من عدة مصادر غربية إلى خطورة عرقلته لاتفاق مع دولتى المصب، السودان ومصر، حول السد الاثيوبى. وليس هناك تفسير للموقف المستجد للغرب سوى أنهم أدركوا أن لهم مصلحة قوية فى تحقيق استقرار مصر، بتلبية طلباتها واحتياجاتها، لتكون سنداً لهم بعد أن أصبحت بديلاً يسد جانباً من احتياجاتهم الملحة من الغاز، بعد أن تعرقلت إمداداته التى كانت تأتيهم من روسيا، فى توابع خلافاتهم مع روسيا بسبب الحرب بأوكرانيا. وهناك بند مهم آخر، وهو إدراك الغرب لوجوب إيجاد بديل مستقبلى مستقر يوفر لهم المواد الغذائية التى كانت تأتيهم من كل من روسيا وأوكرانيا، وصارت مصر من المرشحين لسد جانب من هذه الاحتياجات، خاصة مع وعود النجاحات النوعية المصرية الأخيرة بزيادة الإنتاج الزراعى والتوسع فى عمليات استصلاح ضخمة للأراضى، وأدرك الغرب أنه، من أجل مصلحته، ولكى تتمكن مصر من إنتاج المزيد، فيجب أن تتوفر لها مصادر المياه، فصار عليهم أن يساعدوا مصر على تأمينها.

يمكن لهذه التغيرات الجديدة، لنفس الأسباب ونفس المستهدفات، أن تدعم إنجاح المشروع الكبير فى حصول مصر على حصة من مياه نهر الكونغو، بمساعدة الغرب لمصر والكونغو على إبرام اتفاق، ويمكن أن يتطور حماس الغرب إلى الدعم بالتمويل والمشارَكة فى ضمان الاتفاق بين البلدين. وليت العلماء المصريين يجدون طريقة أكثر استقرارا لانحدار المياه من الكونغو بطريقة طبيعية نحو مصر، برغم الصعوبة الفنية وزيادة ميزانية المشروع، بحفر قناة استفادةً بالخبرات الناجحة فى مد طرق عملاقة وسكك حديد تشق الجبال الضخمة فى صحراء مصر، وذلك بدلاً من رفع المياه بالكهرباء ودفعها فى مواسير حتى تصل إلى منحدَر طبيعى، فيظل استمرار تدفقها من مصدرها مشروطا بقرار لا يمكن الاطمئنان إلى استمراره فى المستقبل المُعرَّض لتغيرات.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: