كل دول العالم تبحث الآن عن مصادر طعامها وأصبحت روسيا وأوكرانيا مصدر الطعام بما فى ذلك القمح والذرة والزيوت.. وأمام صعوبة النقل والألغام التى تهدد السفن العابرة والتلوث الذى أصاب كل شيء بسبب المعارك توقفت الدول المنتجة للمحاصيل الزراعية عن التصدير.. وبدأت دول العالم تراجع إنتاجها وكيف توفر احتياجاتها فى هذه الظروف الصعبة.. إن الأزمة الحقيقية فى قضية الغذاء أن الحرب قد تمتد وأن نقص الطعام فى العالم سوف يهدد أمن الشعوب واستقرارها.. إن الملايين من الشعوب العربية لا يملكون مصادر إنتاج الطعام وهذه الدول سوف تعانى فى السنوات القادمة لأن كل دولة سوف تحافظ على إنتاجها وليس يعنيها قضايا التصدير.. إن المطلوب من الدول العربية أن تهتم بالزراعة حتى توفر جزءا من احتياجاتها.. وقد بدأت مصر سياسة جديدة فى التوسع الزراعى وهى من أكثر دول العالم استيرادا للقمح.. والمطلوب الآن أن يكون هناك نوع من التنسيق بين الدول العربية لتوفير احتياجاتها من الطعام لأنها قضية أمن قومى.. ولدى العالم العربى مساحات شاسعة من الأراضى تكفى لتوفير ما يكفى احتياجات هذه الدول وعلى سبيل المثال فإن السودان تكفى لتوفير الطعام للعالم العربى كله.. كان إهمال الزراعة فى الدول العربية من أهم الأخطاء التى ترتبت عليها نتائج تعانى منها الشعوب الآن.. وكل المؤشرات تؤكد أن الخطر قادم وأن العالم على أبواب مجاعات قادمة وأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا سوف تكون سببا فى كوارث أكبر وعلى العالم أن يبحث عن طعامه.. لم يكن العالم يتصور فى يوم من الأيام وهو يحقق كل هذه الانجازات أن تصبح أزمة الغذاء تمثل تهديدا للشعوب وأن تقف الشعوب حائرة تبحث عن مصادر لتوفير الطعام أنها كارثة لا حل لها إلا العمل والزراعة والإنتاج.. هل العالم على أبواب حرب الطعام إنها كارثة كبري.. وما بين حروب المياه وحروب البترول والغاز وحروب الطعام انتقل العالم إلى مواجهات أخرى وأصبح الطعام السلاح النووى القادم.
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: