هوامش حرة
طه حسين وحرمة الموتى

هناك قضية تشغل الرأى العام ليس فى مصر فقط ولكن فى كل العواصم العربية وهى ما قد يحدث لقبر عميد الأدب العربى طه حسين؟ حيث اكتشف أحفاد طه حسين أن علامة باللون الأحمر رسمت فوق القبر. وعندما سألوا وجدوا أن هناك قرارا بإنشاء محور جديد قد يمر على القبر.. وقد ثارت مواقع التواصل الاجتماعى ترفض ذلك ثم انتقل الحديث إلى الفضائيات والإعلام العربي.. كيف يهدم قبر طه حسين؟ وهو رمز من أهم وأكبر رموز الثقافة العربية ويمثل جزءا عزيزا من تاريخ الفكر العربي.. إن أحفاد طه حسين يتساءلون كيف يهدم قبر صاحب أكبر دعوة فى تاريخ التعليم فى مصر؟ من نادى بأن التعليم حق للمصريين كالماء والهواء وهو وأحد من اكبر مثقفى مصر.. لقد تم هدم بعض مقابر رموز مصر الفكرية والسياسية والثقافية.. منذ سنوات تم هدم مقبرة الخالدين وكانت تسمى مقابر الصوفية لإنشاء محور جديد وقيل يومها إن عالم الاجتماع الشهير «ابن خلدون» كان مدفونا فى هذه المقابر وطلبت تونس نقل رفاته إلى وطنه.. وفى كل دول العالم تحتفى الشعوب بمقابر الخالدين من أبنائها ويقيم البعض مقابر جماعية تحيطها الأسوار.. بينما قد ينقل رفات طه حسين لمكان آخر لكى يقام محور جديد.. لقد صدرت بيانات حول قبر طه حسين وهل سيزال القبر فعلا.. إن الأمر يتطلب حسم هذه القضية بعد أن تحولت إلى قضية رأى عام فى العالم العربي.. إن الغريب فى الأمر أن عددا من الدول العربية يقيم الاحتفالات تكريما لذكرى عميد الأدب العربي.. وهناك جامعات ومراكز بحثية تحمل اسم طه حسين.. لا يستحق طه حسين ان ينقل من قبره إلى مكان آخر لآن قدسية الموتى من قدسية الأحياء.. إن طه حسين صاحب الأيام ودعاء الكروان والحب الضائع وحديث الأربعاء وعشرات الكتب فى الفكر والإبداع والنقد والقضايا الإسلامية..يجب أن نحرص على تاريخه ونكون أكثر حرصا على قبره ورفاته.. مطلوب الرد من المسئولين هل يهدم قبر طه حسين؟.