رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
سيرةُ مُخيم

فيه بدأت شهرةُ الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة عام 2002. وفيه أيضًا انتهت حياتُها على الأرض لتبقى مصدر إلهامٍ لكل من يريدُ تحرير وطنه، ولكل صحفىٍ يطمحُ إلى التفوق فى أصعب أنواع الصحافة قاطبةً. إنه مُخيمُ جنين الصغير مساحةً الكبير دورُا وبطولةً منذ أن صار المركز الرئيسى للمقاومة فى الضفة الغربية عندما تصدى شبابهُ وشيوخهُ ونساؤه لاعتداءٍ همجىٍ من قوات الاحتلال ارتُكبت خلاله جرائمُ حربٍ وفق التعريف المحدد جدًا لهذا النوع من الجرائم فى ميثاق المحكمة الجنائية الدولية. كانت هذه المحكمةُ فى المهد وليدةً عندما حدثت مجزرةُ المُخيم فى أبريل 2002. كما لم يكن بعضُ الأمور المتعلقة باختصاصها القضائى قد تبلورت. غير أنه بعد 20 عامًا، بات فى إمكانها أن تنظر فى الجرائم الإسرائيلية بعد أن أكدت ولايتها القضائية على الأراضى المحتلة. وربما يستدعى التحقيقُ فى جريمة اغتيال أبو عاقلة الرجوع إلى جرائم سابقةٍ منذ مجزرة 2002، التى وُثقت بدقة فى كتاب (معركة مُخيم جنين الكبرى 2002: التاريخ الحى) الذى أعده جمال حويل، وقدًّم له الأسير مروان البرغوثى. وهكذا صار جنين هو الأشهر بين مخيمات الضفة الغربية العشرين، التى كان سكانُها الأوائلُ كلُهم من لاجئى 1948. وبات منطلقًا رئيسًا لعملياتٍ فدائيةٍ متكررة. ومازال مصدر الإزعاج الأول لسلطة الاحتلال، التى حاولت اقتحامه مراتٍ عدة آخرها تلك التى استُشهدت أبو عاقلة وهى تُغطيها، عقب ازدياد العمليات التى استهدفت مواقع صهيونيةً، وتوسع عمليات إطلاق النار التى يقوم بها بعض شبابهُ على حواجز الاحتلال. وفى كل مرة، تتصدى مجموعاتُ المقاومة لمحاولة الاقتحام بشجاعةٍ وبسالة. وليس هذا غريبًا على مُخيمٍ جاء سكانهُ الأوائلُ من منطقة الكرمل فى فلسطين 1948، نظرًا لقربه منها. وكان عددهم الأصلى عند تأسيسه عام 1953 نحو 15 ألفًا وفق سجلات الأونروا. وازداد هذا العددُ مع الوقت رغم أن مساحته تقلُ عن نصف كيلومتر مربع واحد. لكن العامل الرئيسى وراء تحوله إلى منطلقٍ للمقاومة هو انصهارُ الهويات الفصائلية، التى طالما صراعاتُها أضعفت النضال الفلسطينى، فى الهوية الوطنية الفلسطينية وتقديم نموذج نادر للتعاون والعمل المشترك.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: