لا أعرف ماذا يمكن أن يسطره قلمى عن القدير فى مهنته الكريم فى أخلاقة الرصين فى سلوكياته وتعاملاته مع الآخرين.. أعرف فقط أننى أعزى نفسى قبل أن أعزى طابورا طويلا من تلاميذه ومحبيه والعارفين بفضله.. أتحدث عن صلاح منتصر الذى لا يمكن أن أنسى مواقفه النبيلة معى منذ أن تعرفت عليه قبل نحو 60 عاما وأنا أخطو أول خطواتى فى الصحافة بينما كان هو أحد أبرز النجوم الشابة والواعدة فى أهرام الزمن الجميل مطلع الستينات من القرن الماضى وفضلا عن أنه كان صديقا مقربا لأحد أعز أصدقائى وهو نجم نادى الزمالك ومنتخب مصر فى كرة القدم عصام بهيج فإنه ارتبط فى هذا التوقيت المبكر من معرفتنا بجارتى العزيزة والفاضلة زوجته الأولى وزميلتنا فى الأهرام بعد ذالك وهى المرحومة الأستاذة نادية عبد الحميد.
وهاأنذا أسرح الآن وأتأمل فى شريط الماضى وكيف تزاملنا فى عضوية المجلس الأعلى للصحافة كوكيلين للمجلس فى مكتبين مجاورين وكان من عادته أن يدق بابى فور علمه بوصولى وعلى وجهة ابتسامة عريضة تزيد من شوقى للاستماع إلى كلماته ونصائحه ومازلت أتذكر كيف كان أسعد الناس وهو يحتضننى مهنئا ومباركا عندما تم تعيينى رئيسا لمجلس إدارة الأهرام والحمد لله أننى كنت عند حسن ظنه وأديت مهمتى بنجاح اعتبره صلاح منتصر فى مقال شهير له أمرا فى حكم المعجزة أن تتمكن الأهرام من سداد كل ديونها فى هذا الزمن القصير.
والذى لا يعرفه الكثيرون أن صلاح الإنسان حدوته مصرية تحتاج إلى كتب ومجلدات، فقد كان فى الخير معطاء وكريما إلى أبعد الحدود وفى كتمان وسرية بعيدا عن الفخر والمباهاة، أما قصة رعايته لأبناء أخيه بعد رحيل والدهم فهى كما كان يقول لى إنها من فضل الله عليه لأنها عوضته عن عدم الإنجاب وجعلت حياته مليئة بالسعادة وهدوء النفس وراحة البال خصوصا مع قدوم الأحفاد.
رحل صلاح منتصر عن عمر يناهز 89 عاما وترك إرثا مهنيا وإنسانيا يبعث على الاحترام والراحلون الكرام تبقى أصواتهم ترن فى آذاننا عندما نستعيد من الذاكرة أسماءهم وأفعالهم الجميلة وقلوبهم النبيلة وصفاتهم الحميدة.. رحم الله ضحكات لا تنسى وملامح لن تغيب أبدا عن ذاكرتنا.. نسأل الله أن يرحم من فجعنا فراقه وان يجعل له نعيما لا ينفد من جنة الخلد!
خير الكلام:
<< الذكر يبقى زمانا بعد صاحبه وصاحب الذكر تحت الأرض مدفون!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: