رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
هل تُجدى المناظرات؟

أخذ الفرنسيون عن الأمريكيين فكرة المناظرة الانتخابية، وجعلوها أكثر تنظيمًا من حيث ضمان حقٍ متساوٍ لكل من المرشحين، واتفاق فريقيهما على التفاصيل كلها، بما فيها درجة حرارة الاستوديو. ولكن يبدو أن أثر المناظرات فى الانتخابات الفرنسية أقوى, كما يتبين فى المناظرة الأخيرة عشية الاقتراع الحاسم. بدت لوبان أكثر استعدادًا مما كانت قبل خمس سنوات. تجنبت التوتر والاندفاع اللذين ظهرا فى مناظرة 2017. ولكنها لم تستطع التفوق على ماكرون، الذى سعى بدوره إلى تنفيذ نصيحة فريقه بأن يكف عن التعالى الذى يؤخذ عليه، وأن يتجنب إعطاء دروس، لكى لا ينفر منه الناخبون المترددون، وهو ما حاولت منافستُه أن تستغله عندما كررت قولها إنها تضع نفسها دائمًا فى مكان الناس, وهى تعرفُ أن الناخبين عاقبوا ميتران عام 1974 عندما أعطى ديستان دروسًا فى مسألة إعادة توزيع الثروة. تفوقُ ماكرون ظهر فى كثيرٍ من القضايا. ولكن تفوقه كان أكبر فى النقاش عن روسيا. كان موقف لوبان فى هذه المسألة نقطة ضعفها الأساسية، التى نجح ماكرون فى استثمارها معتمدًا على استنكار أغلبية كبيرة من الفرنسيين الحرب على أوكرانيا، وعدم ثقتهم فى السياسة الروسية. ولهذا توسع الفارقُ لمصلحة ماكرون فور انتهاء تلك المناظرة بنحو ثلاث نقاط, ولم يضق فى اليومين التاليين, فبقى أملُ لوبان معلّقًا بمفاجأةٍ قد تأتى بها أصواتُ ناخبين ظلوا مترددين بسبب سجل ماكرون السيئ بشأن حقوق الفئات الاجتماعية الأضعف خلال فترته الأولى0 لكن المفاجأة لم تحدث, وانتهى حلم لوبان فى إلقاء خطاب النصر وإعلان أن فرنسا عادت أخيرًا إلى الفرنسيين، الذين تعنى بهم ذوى الأصل الفرنسى، لا الحاصلين على الجنسية، أى إلغاء فعلى لحق المواطنة بالولادة Droit du Sol، بينما يُردَّد أنصارُها شعارهم الذى طالما صدحوا به فى تجمعاتهم (هذه البلاد لنا), فى الوقت الذى يخرجُ آخرون منهم فى تظاهراتٍ عارمةٍ فى كثيرٍ من المدن. لم تُحقَّق لوبان حلمها هذا، ولكنها قرَّبت المسافة إلى الإليزيه، بعد أن حصلت على 8 نقاطٍ إضافية (42 مقابل 34 فى 2017) فصارت مهمةُ مرشح اليمين الأقصى فى 2027 أسهل.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: