رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
المُقاطعون بيضةُ قبان؟

صحت توقعاتُ تفيدُ بأن نسبة ما سيحصلُ عليه ماكرون من أصوات ميلانشون لن تزيد بمعدلاتٍ كبيرةٍ عما قد تنالهُ لوبان منها، يُصبحُ المقاطعون وأصحابُ الأوراق البيض فى الجولة الأولى هم بيضةُ القبان. تستندُ هذه التوقعاتُ على نتائج استطلاعات وتقديرات خبراء فى الانتخابات الأوروبية، وملخصُها أن نسبة ما قد يحصلُ عليه ماكرون من أنصار ميلانشون لن تزيد أكثر من 10 إلى 15 نقطة عما ستنالهُ لوبان، مع ملاحظة أن نسبةً يعتدُ بها منهم لن يقترعوا.

وعندما نتأملُ خريطة أنصار ميلانشون, نجدُ أن من سيمتنعون عن التصويت فى جولة الأحد المقبل هم فى الأساس من راهنوا عليه منذ أن ترك الحزب الاشتراكى، لتأسيس تيارٍ أكثر راديكالية، ووقفوا معه حتى إنشاء حزب (فرنسا الأبية) عام 2016. وتكوينهم الأيديولوجىُ الصلبُ لا يتيحُ مساحةً للمناورة أو التفكير بطريقةٍ عمليةٍ يرون أن فيها خيانةً لمبادئهم.

وفى المقابل فإن من سيصوتون لماكرون هم من أنصار ميلانشون الأقل التزامًا من الناحية الأيديولوجية، ومعهم ناخبون منحوه أصواتهم رغم اختلافهم معه، عملاً بمنهج التصويت المفيد. ووفق هذا المنهج، يمكنُ أن يتخلى الناخبُ مضطرًا عن مرشحٍ يؤيدهُ لأن فرصته فى الفوز ضعيفة، ويمنحُ صوته لآخرٍ قريبٍ منه فى الاتجاه لأن حظوظه أقوى. وهؤلاء من أنصار الحزب الاشتراكى الذى صار من أحزاب القاع بعد أن كان أحد الحزبين الرئيسيين، والكونفدرالية البيئية (حزب الخضر)، والحزب الشيوعى الذى أعادته هذه الانتخابات إلى الحياة رغم أن بعض أنصاره فضلوا التصويت لميلانشون.

أما أنصارُ ميلانشون, الذين يُدهشُ اتجاههم لدعم لوبان الكثيرين, فيأتون من أوساط غاضبةٍ لوجود فرنسا فى الاتحاد الأوروبى، خاصة العمال والموظفين والمهنيين وصغار التجار المتضررين من سياسة الحدود المفتوحة, لأن نظراءهم من بلدانٍ أوروبيةٍ أخرى يزاحمونهم فى سوق العمل، ويقبلون أجورًا أقل منهم. وقد توزعت معظم أصوات هؤلاء بين ميلانشون ولوبان فى الجولة الأولى0

وبغض النظر عن نسبة هؤلاء وأولئك, يبقى أثرُ أصوات من قاطعوا الجولة الأولى ثم راجعوا موقفهم بالغ الأهمية0 لكن الصورة ستكونُ أكثر وضوحًا اعتبارًا من مساء اليوم عقب المناظرةُ المنتظرةُ بين المرشحين.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: