رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
الصحافة فى خدمة من؟

أبدا حديثي اليوم بإيضاح ضروري وهو أنني أتحدث عن الصحافة بمفهومها الواسع والشامل الآن والذى لم يعد مقتصرا كما كان الحال عند بداية اشتغالى بهذه المهنة العريقة على الصحف والمجلات المقروءة فقط وإنما أصبحت الصحافة تشمل كل الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية بما فيها ما استجد مؤخرا واصطلح على تسميته بوسائل التواصل الاجتماعي التى دخلت الساحة الإعلامية كمنافس خبيث وخطير يصعب السيطرة عليه وترشيده لخدمة المصالح العليا للأوطان وحماية الأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة!

أريد أن أقول بوضوح أن هذا المشهد الصحفي المتعدد الجنسيات يمثل خطرا داهما بعد أن فقدت الصحافة دورها كأداة فى خدمة الرأى العام وخدمة المصالح العليا للأوطان لأنها فى ظل الأوضاع «العولمية» الراهنة فقدت كل خصائصها وضاعت قداستها ولم تعد وعاء يتسع للتعبير عن التيارات السياسية والفكرية والاجتماعية المتنوعة وإنما أصبحت منصات هجومية واستفزازية متاحة لكل من هب ودب ودون وجود أي سقف يضمن حماية القيمة والمعنى للكلمة سواء كانت مكتوبة أو مسموعة أو مرئية!

وليس أخطر على البشرية كلها من أن تختفي الرسالة السامية للصحافة من كونها قاعدة للاستنارة والتنوير وتعميق الانتماء الوطنى واستيعاب الأفكار المتعددة والآراء المتنوعة لكي تصبح وسيله للتعبير عن الرأى الخاص لأصحابها مهما حسنت نواياهم ومهما سمت أغراضهم فإنهم فى النهاية بشر لهم أطماع ومقاصد لهم حلفاء وخصوم وبالتالي يمكن توجيه دقة الكلمة فى الاتجاه الذين يشاءون وبصرف النظر عن مراعاة المصالح العليا للأوطان أو احترام القيم السامية وحماية الأخلاق الحميدة.

ومهما قيل عن أن توسيع مساحة المشاركة فى صياغة وتوجيه الرأى العام اتساقا مع الأطروحات الزائفة التى تتغنى بالديمقراطية الشكلية فإن اى حساب علمي لحجم هذه المشاركة يؤكد الوقوع فى فخ خطير تسمح بطغيان إرادة الأقلية التى بمقدورها أن تتسلل إلى المشهد الصحفي المفتوح على مصراعيه خصوصا فى وسائل التواصل الاجتماعي.

وهذا الذي أتحدث عنه لا يتعلق بحدودها وإنما يتعلق بالعالم كله الذي بدأ يتساءل عن مخاطر عدم كبح جماح الانفلات الحادث فى هذا المشهد الصحفي متعدد الجنسيات بما فى ذلك الدول التى بشرت بالعولمة ورعت كل مراحل إطلاقها .. ولم يعد غريبا أن يكون مطروحا فى أجندات البحث فى الدروس بمراكز الدراسات السياسية والاجتماعية العالمية بسؤال يقول: «الصحافة فى خدمة من»؟

والسؤال طبيعي ومنطقي بعد أن اتسعت مساحات الفوضى السياسية والاجتماعية والرياضية أيضا!

خير الكلام:

<< الكلمة الناعمة تستطيع فتح أبواب من حديد!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: