هل شاهدتم ما حدث فى مباراة مصر والسنغال فى داكار..؟ أنا لا أتحدث إطلاقا عن المباراة نفسها ..فالرياضة فى النهاية تحتمل الفوز أو الخسارة، وهناك أيضا بالطبع أسباب وعوامل موضوعية تفسر بالقطع هذا الفوز أو تلك الخسارة..غيرأننى لا أتحدث عن ذلك الجانب، ولكنى أتحدث عن الجانب الآخر، جانب الجمهور أو المشجعين، والذى لاتكون للمباريات الرياضية معنى بدونه، والذى أحيانا يكون سلوكه عنصرا أساسيا فى مسار ونتائج المباريات. إننى أرجوك عزيزى القارئ أن تشاهد مقاطع الفيديو التى رصدت سلوك وهتافات وشعارات الجمهور السنغالى فى ملعب عبد الله واد فى داكار، سوف تشاهدها بسهولة على اليوتيوب. سوف تشاهد الجمهور أو «الألتراس»! السنغالى وهم يشوشون بالصافرات والصراخ والضوضاء على السلام الوطنى المصرى فلا يسمع إطلاقا فى حين أنهم يعرفون جيدا معنى ومغزى عزف السلام الوطنى، بدليل صمتهم التام عند عزف السلام السنغالى! سوف تشاهد العديد من اللافتات التى توجه الشتائم البذيئة لمحمد صلاح، والتى لا يمكننى أن أكتبها هنا، فضلا عن أشعة الليزر التى وجهت إلى وجهه ووجوه زملائه . سوف تقرأ لافتة تقول: ساديو مانdi يلعب كرة قدم، ومحمد صلاح يلعب بلاى ستيشن! سوف تشهد لافتات تقول: مشجعو السنغال يريدون أن يروا السنغال فى قطر وليس مصر, ...هذا بدهى وذلك حقهم ..ولكن ما معنى رفع لافتة مكتوب عليها ذلك وسط صراخ هيستيرى عجيب؟ الغريب ان ذلك يحدث وهم يعرفون أن فريقهم يناطح فى قوته الفريق المصرى ...فكل لاعبيه بلا استثناء يلعبون فى أكبر الأندية الأوروبية! إن جمهورنا احتشد فى استاد القاهرة ليشجع فريقه القومى، ولكن لم تصدر عنه أبدا مثل تلك السلوكيات ....هناك إذن مشكلة قد تكون نفسية أو اجتماعية تغرى بالبحث. إننى أرجو، وألح فى الرجاء، أن يتخذ اتحاد الكرة المصرى موقفا قويا حاسما، ومدعما بالأدلة المادية ومقاطع الفيديو التى تسجل بكل وضوح تلك المهازل التى حدثت فى داكار، والتى تناقض بشكل مباشر أى معنى أو مضمون للروح الرياضية! إنها مشاهد شكلت جوا إرهابيا مقيتا، وسلوكيات عنصرية فجة. القضية – مرة أخرى- ليست الفوز أو الهزيمة فى مباراة، ولكنها روح الرياضة وأهدافها السامية، التى انتهكت وأهينت فى داكار!.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: