اتخذت حركة طالبان قرارا غريبا يمنع البنات من حق التعليم حتى وصل الأمر إلى أن يناقش مجلس الأمن القضية.. ولا شك أن العالم أمام موقف غريب من حركة طالبان بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان، رغم أن طالبان وعدت بعودة الحياة الطبيعية للشعب الأفغانى.. إن منع البنات من حقهن المشروع فى التعليم عودة للعصور الوسطى وينبغى ألا يحدث ذلك والعالم يعيش أزهى مراحل التقدم، وأصبح التعليم حقا فى كل بلاد العالم.. إن هذا القرار يطرح أكثر من سؤال هل أخطأت أمريكا حين قررت الانسحاب من أفغانستان وتسليم السلطة لطالبان، أم أن احتلال أفغانستان كان خطيئة أمريكا من البداية.. إن منع البنات من التعليم يحرم المجتمع من حق من حقوق المرأة ويقدم للمجتمع نماذج متخلفة فى الفكر والسلوك والأخلاق ويحرم المجتمع من نصف قدراته البشرية.. إن الإسلام ــ الدين والعقيدة ــ دعوة للاستنارة والعلم والفكر، وما أكثر النماذج النسائية التى شاركت فى نهضة العالم الإسلامى حضارة وتقدما!.. ولا يعقل أن نحرم المجتمع من قدراتهن ومواهبهن ولدينا فى الإسلام مئات النماذج المضيئة ابتداء بالسيدة عائشة ــ رضى الله عنهاــ زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام، الذى قال عنها «خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء» وانتهاء بعشرات المبدعات فى العصور الحديثة.. إن الإسلام كرم المرأة فكرا ودينا وعلما وثقافة ولا يعقل أن تحرم سلطة ترفع راية الإسلام نصف شعبها من التعليم.. إن القضية هى قضية دعوات مغرضة تسيء للإسلام وتشوه صورته أمام العالم فى زمن يتعرض فيه المسلمون لحملات ضارية ضد الإسلام الدين والعقيدة.. إن من واجب المؤسسات الإسلامية فى العالم أن تدين قرار السلطة فى أفغانستان.. لا أعتقد أن أمريكا انسحبت من أفغانستان حتى تعطى طالبان الفرصة لوقف تعليم البنات..
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: