رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
لا أحد يشبه أمى

فى أعماق كل واحد منا مساحة من الزمان والمكان لا يستطيع أحد أن يأخذ شيئا منها إنها الأم.. هذه المساحة فى قلوبنا تتشكل من سنوات العمر ومشوار الحياة.. إن الإنسان يلتقى فى حياته بعشرات الوجوه ولكن هناك وجه واحد يسكنه.. إذا كان الإنسان يستطيع أن يحب أكثر من مرة فإن هناك قصة حب لا تقبل التكرار.. وإذا كانت الأقدار تمنحنا أكثر من فرصة لكى نغير الملامح والأشياء فهناك ملامح لا تتغير فى كل زمان إنها الأم.. هذا الإحساس الذى يتسلل فى قلوبنا ونصبح جزءا منه ويصبح وطنا وسكنا وملاذا.. إنها الأم هذا الكائن الفريد الذى يمنحنا الحياة.. قد يقابل الإنسان فى مشوار عمره قصصا من الحب ولكن تبقى صورة وحيدة لا تغيب ولا شيء يشبهها إنها نسخة وحيدة ولا مكان لغيرها.. فى أحيان كثيرة يكبر الإنسان وتتقدم به سنوات العمر ويتصور انه لم يعد كما كان وأن طفولته كبرت وربما شاخت وفى لحظة ما يشعر أن ضوءا من حياته يختفى وشعاعا تسرب بعيدا ويكتشف أن الذى غاب ليس ضوءا ولا إشعاعا ولكنه نور عينيه الذى كان يرشده إذا ضل الطريق.. كنا أحيانا لا نهتم كثيرا بشيء يسمى دعوات الأم وكنا نقول إن «فلان أمه دعياله» ومع رحيل العمر نكتشف أن دعوات الأم التى لم تكن تعنينا كثيرا كانت هى الرصيد الذى خبأته لنا الأيام ليكون زادا فى الأيام الثقيلة الموحشة.. نكتشف أن ما بقى لنا فى خريف الأيام كان دعوات بالحب والستر والقناعة وأن الوجه الرحيم الذى كان يدعو لنا كان يصعد للسماء وتهتز به أركان الكون ونجد أنفسنا نحلق فى عالم من النقاء والصفاء والهداية وحين يغيب ضوء الشمس وتعصف بنا رياح الزمن وتتبدل أمامنا الأشياء يختفى شيء فى قلوبنا ولا ندرى هل كان الأمان آم الحنان أم الرحمة، إنها كل هذه المشاعر.. إنها الأم هذا المخلوق الفريد الذى لا شيء يشبهه.. إذا أردت حبا فهى الحب وإذا أردت عطاء فهى العطاء وإذا أردت حنانا فهى نهر من الحنان يفيض علينا فى كل زمان، وحين تشيخ بنا الأيام أو تسرقنا سنوات العمر نتمنى لو عاد بنا الزمن للوراء وعدنا صغارا فى حضن أمهاتنا..

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: