فى تاريخ مصر أيام مجيدة لا يمكن نسيانها وضمنها – وربما أهمها – هو يوم 19 مارس عام 1989 ففى هذا اليوم اكتملت ثلاثية الكفاح العسكرى والنضال السياسى والمعركة القانونية باسترداد مصر لشريط طابا، الحدودى تنفيذا لحكم هيئة التحكيم الدولى التى أقرت بأن طابا جزء من أرض مصر وضمن خريطتها الجغرافية المعترف بها دوليا.
فى مثل هذا اليوم قبل 33 عاما رفع الرئيس المصرى الأسبق محمد حسنى مبارك علم مصر فوق طابا مؤكدا باسم كل المصريين أننا شعب لا يقبل المساس بذرة رمل واحدة من تراب بلاده ومتوجا بذلك سلسلة انتصارات عسكرية ودبلوماسية وقانونية خاضتها مصر منذ عام 1967وحتى لحظة رفع العلم فوق طابا يوم 19 مارس 1989.
إن هذا اليوم المجيد له مكانة خاصة فى التاريخ مثلما له مكانة متميزة فى نفوس المصريين الذين أكدوا بالقتال العسكرى وبالدبلوماسية التفاوضية وبالتحكيم الدولى قوة ومتانة الإرادة المصرية فى الاستمساك بالحق ورفض أية مساومات تتعلق بقدسية التراب الوطنى.
إن يوم 19 مارس ينبغى أن يظل حيا فى ذاكرة المصريين جيلا بعد جيل عنوانا لصحة المقولة بأنه «ما ضاع حق وراءه مطالب» فقد كان هذا اليوم المجيد مسك الختام لمعارك شرسة امتدت من معركة رأس العش عام 1967 إلى احتفالية رفع العلم فوق طابا عام 1989.. معارك قتالية ودبلوماسية وقانونية عبرنا فيها كل المصاعب بحمد الله.
وإذا كانت التحية واجبة للأبطال المقاتلين والشهداء الأبرار الذين ضحوا بحياتهم فى حرب الاستنزاف وفى ملحمة العبور فى أكتوبر عام 1973 عندما فرضوا واقعا جديدا أجبر الإسرائيليين على الخروج من شرنقة الغطرسة والتعنت والاستعلاء التى تقوقعوا داخلها بعد نكسة يونيو عام 1967 فإن التحية الأكبر يستحقها رجال عسكريون ودبلوماسيون وقانونيون تشكل منهم فريق عمل متجانس وعلى أعلى درجات الكفاءة والمهارة وهم الذين خاضوا حربا قانونية فى التحكيم الدولى استمرت 7 سنوات منذ إبريل عام 1982 وحتى مارس عام 1989 وانتزعوا اعترافا دوليا بأحقية مصر فى شريط طابا وأسقطوا كل المزاعم التى روجت لها إسرائيل.
أتحدث عن قامات وطنية دافعت باستماتة عن حق مصر فى طابا بموجب أمر تشكيل فريق الدفاع فى يونيو عام 1985 برئاسة الدكتور عصمت عبدالمجيد وزير الخارجية والسفراء نبيل العربى وأحمد ماهر وبدر همام وأحمد أبو الخير ومهاب مقبل وحسين حسونة ووجيه حنفى ومن العسكريين كل من اللواء بحرى محسن حمدى واللواء عبدالفتاح محسن واللواء فاروق لبيب ومن خبراء القانون الدكتور وحيد رأفت والدكتور مفيد شهاب والدكتور صلاح عامر والدكتور يوسف أبو الحجاج والدكتور يونان لبيب رزق والدكتور طلعت الغنيمى ومن أعضاء هيئة التحكيم الدولى الدكتور حامد سلطان.
وليتنا نرسم لوحة شرف تضم كل هذه الأسماء لتكون عنوانا بارزا فوق جدران ورمال طابا على مر الزمان.
خير الكلام:
-
الإرادة هى الفكرة والعزيمة هى الروح وكلمة مستحيل لا توجد إلا فى قاموس الضعفاء!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: