ترتبط كلمة «لاجئ» عندنا فى مصر، وفى العالم العربى، أساسا باللاجئين الفلسطينيين...، أى أولئك الذين هاجروا أو هجروا من فلسطين بسبب العمليات الإرهابية الصهيونية والحروب العربية الإسرائيلية 1947 ــ 1949وتضطلع بشئونهم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) ويقترب عددهم الآن من خمسة ملايين وربع مليون موزعين فى الأردن وغزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان... ومحنتهم مستمرة لما يقرب من ثلاثة أرباع القرن من 1947 حتى الآن! (وبالطبع هناك أيضا ملايين اللاجئين البؤساء فى أنحاء متفرقة من العالم، الذين ترعاهم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين، خاصة من الأفارقة...إلخ) غير اننا رأينا مؤخرا، وفى سياق الأزمة الأوكرانية، نوعية جديدة من اللاجئين، إنهم اللاجئون الأوكرانيون الذين اضطروا للفرار من الاجتياح الروسى لبلدهم وهم يتجهون إلى البلدان المجاورة لأوكرانيا، أى: بولندا والمجر ومولدوفيا وسلوفاكيا رومانيا بل وروسيا نفسها وبيلاروس. وفى مواجهة ذلك الظرف، وفى خطوة غير مسبوقة، قرر الاتحاد الاوروبى منح «الحماية المؤقتة» للاجئين القادمين من أوكرانيا... بما يتضمنه ذلك من الإقامة فى دول الاتحاد الاوروبى، والعمل، والحصول على المساعدات الاجتماعية، بالإضافة إلى السكن والتعليم والرعاية الطبية. ونقل عن رئيسة المفوضية الأوروبية قولها: «هذا مجرد فعل رحيم فى أوقات الحرب، إنه واجبنا الأخلاقى كأوروبيين».إن هذا السلوك من دول الاتحاد الاوروبى هو بلا شك سلوك إنسانى راق ورائع ...، ولكننى هنا ــ كمصرى، وكعربى ــ لا يمكن أن أتجاهل مقارنته بما يتم إزاء «اللاجئين» الآخرين فى مناطق أخرى من العالم، وكذلك الذين يتم وضعهم فى مخيمات رسمية وغير رسمية فى أوروبا! وهنا أنقل عن «إيلان بابيه» الأستاذ بجامعة أكستر البريطانية، والذى كان سابقا محاضرا للعلوم السياسية بجامعة حيفا...» فإننا لا نستطيع التغاضى عن السياق العنصرى لذلك «التضامن» الذى يخصص فقط للاجئين الأوروبيين، الذين وصفهم سياسى أوروبى بأنهم ليسوا اللاجئين الذين اعتدنا عليهم...إنهم أوروبيون أذكياء ومتعلمون» إنهم لاجئون من نوعنا»!
تلك أمور لا تخفى أبدا دلالاتها!
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: