رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بشائر .. إنتاج رغيف الكرامة .. وزيادة القمح

الحمد لله الذى مد فى عمرى حتى أرى حلمى الذى كان من أهم ما كتبت عنه وناديت به يتحقق، وهو ان توجد الإرادة الوطنية والسياسية للاكتفاء من القمح ومن المحاصيل الإستراتيجية التى تدعم الأمن القومى بعد أن تحولنا من سلة غذاء وأقماح العالم القديم الى الأعلى على قوائم استيراد القمح وأهم المحاصيل الغذائية قبل ثورة 25 يناير، التى كانت فى جوهرها انتفاضة وغضبة شعبية فى مواجهة ما وصلنا إليه من عجز وفقر وجهل وتخلف وانهيار فى الوعى والتعليم والصحة وجميع مقومات ومستويات الحياة التى تليق بالمصريين ... كانت هذه مشاعرى وأنا أقرأ عناوين «الأهرام» 24 فبراير الماضى وما أعلنه الرئيس السيسى عن زيادة الأرض المزروعة بالقمح العام الحالى بنحو 250 ألف فدان ترتفع إلى مليون فدان العام المقبل ومثلها العام التالى، وتزامن الاقتراب من الاكتفاء من إنتاجنا من القمح مع إعلان آخر لرئيس مجلس الوزراء لا يقل أهمية وخطورة ويشدد على ضرورة إنقاذ ما تبقى من أخصب أراضينا فى الوادى القديم بمنع البناء فوقها، حيث حمل المحافظين والمحليات مسئولية الاعتداء على الأرض الزراعية مطالبا بالمتابعة الدقيقة والمشددة لمنظومة المتغيرات المكانية والإنهاء البات والقاطع للتعديات على الأرض الزراعية، وإزالة اى مبنى مخالف فورا بعد غلق قانون التصالح.

> الدعوة إلى تعظيم واستنهاض جميع قوانا الذاتية خاصة فى الزراعة سبقت ما يتعرض له الكوكب من مخاطر سواء أزمات الوباء وتحوراته، التى يقولون إنها وصلت إلى أربعة تحورات جديدة  وأزمات المناخ وتهديداته، وانضم إليها تنافس وصراع الكيانات الكبرى على مناطق النفوذ والتحكم والسيطرة على مصادر القوة وكل ما يزيد سكان الكوكب فقرا واحتياجا، ومازلت أذكر واحدة من أخطر التحذيرات التى أعلنها .د. فاروق الباز فى بدايات هذا القرن من الأهمية العظيمة للغذاء فى المستقبل والتى ستفوق فى رأيه أهميه البترول والمعادن المختلفة وان الغذاء سيؤثر فى استراتيجيات الدول فى المستقبل .

> من هنا جاء الترحيب ببشائر متغيرات حقيقية وتوافر إرادة وطنية لإنهاء العجز والاعتماد على الآخرين وزادت بشائر الأمل بما جاءنى من وزارة التموين يبشر بالإعداد لإنتاج رغيف الكرامة بإضافة الشعير إلى القمح فى صناعة رغيف الخبز وبما يحقق ما كتبته فى عديد من المقالات السابقة عن المكاسب الصحية والاقتصادية للمصريين وللدخل القومى ولمواجهة أزمات الغذاء التى تهدد العالم، وبالإضافة إلى ما نعانيه من أزمات شح المياه بسبب كميات المياه الأقل التى تحتاجها زراعة الشعير وإمكانية زراعته فى أراضينا الصحراوية التى يمثل استصلاحها الحل لما ضاع من أخصب أراضينا ونستعيد به تراثنا الغذائى.

> وقد أسعدنى أيضا ما جاءنى من أحمد كمال معاون وزير التموين والمتحدث الرسمى للوزارة عما أعلنه وزير التموين من دراسة تجربة خلط القمح مع الشعير فى إنتاج الخبز المدعم، مع كل الحرص على ألا يمس تحريك سعر الرغيف الفئات الأكثر احتياجا وأنه تتم دراسة تجربة خلط القمح مع الشعير منذ عامين بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية، وان إنتاج فدان الأرض من الشعير طن فقط أو 1.1 طن وان 250 ألف فدان تنتج 250 ألف طن فقط وان تكلفة زراعة الشعير فى الأراضى الجديدة المستصلحة مرتفعة.

> انتهى ما نقلته من رد وزير التموين وأضعه أمام وزارة الزراعة وخبراء المركز القومى للبحوث لاستبيان الحقائق العلمية المؤكدة عن زراعة الشعير، خاصة أن ما وصلنى من معلومات عن تكلفة الزراعة وإنتاجية الفدان من الشعير تختلف تماما عما جاء فى رد وزارة التموين، وتؤكد الزيادة فى عطاء الأرض والانخفاض الكبير فى تكلفة زراعته، وقد أبلغنى وزير الزراعة ان وزارته تقوم بتوزيع البذور على سكان المناطق الصحراوية خاصة فى مرسى مطروح، حيث تتم زراعة 30 ألف فدان شعير هذا العام بعد سقوط الأمطار بمعدلات مرتفعة وانتظر أيضا رد معهد تكنولوجيا الغذاء الذى أجرى كثيرا من التجارب الناجحة لإنتاج هذا الرغيف فى أفرانه وبينها ما قامت بإجرائه الباحثة سمية خضر وكان ما تناولته من نماذج من هذا الرغيف من أعلى وأطيب ماتناولت من خبز طيب المذاق، بالإضافة إلى قيمته الغذائية أيضا وما أنتج من مخبوزات من الشعير وحده ممكن ان تكون أساسا وعمادا للوجبات المدرسية التى تدعم صحة أطفالنا.

> للتذكرة فقط كان العنوان العريض للحملة الصحفية التى اعتز بها على صفحات «الأهرام» فى نهايات القرن الماضى لإثبات اننا نستطيع ان نقترب من حدود الاكتفاء الذاتى من اقماحنا ومن محاصيلنا الإستراتيجية «المصريون بين العبقرية والجنون» قصدت عبقرية ما يمتلكون من مقومات للغنى والاكتفاء فى الأرض والزرع والمياه والأمن الغذائى والقومى والعلماء والفلاحين، وجنون الإهدار لكل هذه المقومات واعتز بين مئات ما قدمت من تجارب وتطبيقات وآراء علماء وخبراء تؤكد العبقرية وتطرح إمكانات الإنقاذ وأن الإمكانات الطبيعية والبشرية والعلمية كفيلة بتحويل مصر مرة أخرى إلى سلة حقيقية نظيفة للغذاء.. شرط توافر الإرادة الوطنية الصادقة ... ورغم المتغيرات الكثيرة التى عصفت بالمقومات الطبيعية عندنا وفى العالم ففى رأيى اننا مازلنا نملك الكثير .. فقط نحتاج لحماية التطبيق الجاد والحاسم والعاجل والعادل للقوانين ولمشروعات الخبراء والعلماء الحقيقيين والاعتماد على المسئولين الأمناء وان تكون الجموع الأكثر معاناة واحتياجا فى مقدمة المستفيدين من كل ما يتحقق من نجاحات.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: