جاء بيان نقابة المهن التمثيلية قوياً، فى التصدى لهوجة الهجوم الضارى على فيلم (أصحاب ولا أعزّ)، الذى شاركت فى بطولته الفنانة منى زكى. فبعد دفاع البيان عن حرية الإبداع، التى قال إنها جزء أساسى فى وجدان الفنانين المصريين تحميه النقابة وتدافع عنه، أعلن حمايته لأعضاء النقابة من الهجوم الخارج عن حدود النقد، وأكدّ أن النقابة لن تقف مكتوفة الأيدى أمام أى اعتداء لفظى أو محاولة ترهيب معنوية لأى فنان مصرى أو النيل منه، نتيجة عمل فنى أسهم فيه مع مؤلفه ومخرجه، وأن النقابة ستقوم بدعم الفنانة منى زكى عضوة النقابة حال محاولة البعض اتخاذ أى إجراء من أى نوع كان تجاهها. وتتمثل قوة البيان، فى تأكيده أن الموقف المعلن تعبير عن النقيب والأعضاء، ووقعه النقيب الدكتور أشرف زكى.
مع كل التقدير لأهمية موقف النقابة، فإن الحالة العامة تؤكد أن الخطر لا يتهدد فقط الفن والفنانين، وهم من أهم أسلحة التصدى للتطرف المجتمعى أو المدعوم من تنظيمات، وإنما صار المجتمع كله عُرْضة للتهديد، بزعم حماية الأخلاق، ممن يتصورون أنهم قادرون على إجبار الجميع على مجاراتهم فى إغماض العين عن حقائق الواقع، حيث الفيض الهائل من القنوات الإباحية الأجنبية التى يستحيل منعها أو مصادرة أعمالها! مما يلزم معه أن تتضح نشاطات متعددة فى مواجهة من يصرون على السعى إلى أن ينصاع غيرهم لأفكارهم التى تبغى شد المجتمع إلى الوراء، قبل أن تستهدف تكبيل الفن والفنانين. بما يعنى وجوب الاجتهاد لوضع تصورات لحلول تقى المجتمع من الانزلاق فى نوبات من تكرار نفس الأزمات. وهناك مهام متعددة يطول فيها الكلام لمواجهة هذه الاعتداءات، فأما الموضوع المثار، فينبغى صياغة تشريعات تضع حدودا للرقابة على الفنون والآداب، وإلغاء مبدأ المصادرة كما يحدث فى الدول الحديثة، وإحلال قواعد التصنيف العمرى، لضمان ألا يشاهِد العمل إلا الفئة العمرية التى يمكنها إدراك واستيعاب المعانى. بما يتفق مع جهود الدولة فى الاحتفاء بالفن والفنانين، وبناء دور الأوبرا والمسارح وقصور الثقافة.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: