توشك أمريكا أن تحسم قضية الصراع مع إيران، لكى تصل إلى حلول مرضية، بعد أن استحالت الحلول الأخرى بما فيها المواجهة العسكرية.. لأن أمريكا لا تريد أن تدخل حربا مع إيران بل إنها لن تسمح لإسرائيل بأن تقوم بهذه المهمة، لأن أمريكا تستعد لمواجهة أكبر مع الصين.. إن الأرجح الآن أن تنسحب أمريكا من الخليج بالتدريج وربما تكون إسرائيل هى البديل للدور الأمريكي.. ولا شك أن الموقف الأمريكى هو الذى شجع إيران على أن تدفع بالحوثيين للعدوان على دولة الإمارات وضرب مواقع البترول فيها، رغم وجود قوات أمريكية فى الخليج.. إن العدوان على الإمارات بهذه الجراءة، وفى هذا العمق ليس حدثا عاديا بل هو بداية صدام جديد فى المنطقة سوف يغير حسابات كثيرة، خاصة أن هناك تقاربا فى العلاقات الإيرانية - الإماراتية وزيارات متبادلة بين المسئولين فى البلدين فى الفترة الأخيرة.. كان شيئا غريبا ألا تصنف أمريكا الحوثيين جماعة إرهابية.. ربما إرضاءً لإيران أو تجنبا للصراع فى اليمن، ولكن هل يبقى الموقف الأمريكى بعد العدوان على دولة الإمارات؟.. وماذا سيحدث إذا تكرر العدوان على الإمارات وزاد الموقف اشتعالا؟.. هل يبقى الموقف الأمريكى على حاله أم تتغير الحسابات والمواقف؟.. هناك أطراف أخرى لم تعلن حتى الآن مواقفها إلا فى حدود الشجب والإدانة، وأهمها مجلس التعاون الخليجى بمواقفه واتفاقياته وإمكاناته وعلى قمته المملكة العربية السعودية، خاصة أن الإمارات أهم المشاركين فى الحرب فى اليمن من خلال قوات التحالف العربي.. لا شك أن العدوان على الإمارات يمثل تحولاً خطيراً فى الأحداث بكل ما فيها من توابع وفى مقدمتها الموقف الأمريكى ورد الفعل الخليجى وما تسفر عنه آخر الصفقات بين أمريكا وإيران.. وقبل ذلك كله موقف إسرائيل، ولا يمكن إسقاط دورها فى رسم خريطة المستقبل، كما قلت.. إن وصول الحوثيين إلى أبوظبى عاصمة الإمارات لن يكون حدثا عابراً وسوف تكون له آثار وتوابع كثيرة ليس فى الخليج وحده ولكن على المستوى العربى وربما العالمي، خاصة أمام ارتفاع أسعار البترول.
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: