رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
التصنيف .. والشَيطنة

تجاهل علاقات سابقة للرئيس التشيلى المُنتخب جابرييل بوريتش مع قوى مُتطرفة هو النقد الأساسى الذى وُجه إلى الاجتهاد المنشور عنه فى 27 ديسمبر الماضى تحت عنوان (ليس لأنه شابُ فقط).

لا أرتاح إلى التصنيف فى كل الأحوال، خاصةً حين ينطوى على حُكم قيمى سلبى، أو حتى إيجابى بلا أساس موضوعى أو لمجرد التعظيم. والتطرف حُكم قيمى تنطوى دلالته فى الاستخدام الشائع على اتهام مُحدد، رغم أن معنى الكلمة ليس كذلك فى اللغة. فالمُتطرف لُغةً هو أى شخص يقف عند الطَرَفِ. والطَرَف من الشىء آخره، أو ناحيةُ أو جانبُ فيه. ولكن الاستخدام الشائع للكلمة يحمل دلالةً على اتجاه أو موقف سياسى أو فكرى شديد الحِدة، وقد يتضمن ميلاً إلى العُنف. ولهذا يتعين الاقتصاد فى هذا النوع من التصنيف ما لم يكن له أساس موضوعى، وعدم استخدامه لشيطنة من نختلف معهم، خاصةً أن كثيرين يخلطون بين التطرف والجذرية (الراديكالية)، كما فى حالة بوريتش.

ومع ذلك، فقد أخذتُ النقد مأخذ الجد، وبحثتُ أكثر فى سيرته منذ أن شارك فى قيادة حركة طلابية كبرى فى مطلع العقد الماضى. ووجدتُ أنه لم يرتبط عضويًا بأى من روافد تلك الحركة، وأنه حظى بدعم من اتجاهات عدة عندما ترشح لرئاسة اتحاد طلاب الجامعة فى 2012، وفاز على مرشحة الحزب الشيوعى.

ومن أهم ما يمكن ملاحظته فى مساره السياسى أنه لم يتخندق فى موقع مُحدد، بل تعامل بأفق واسع مع كثير من الأطياف التقدمية وغيرها، ومد جسورًا بينها، وتميز بمرونة لمستُها فيه حين التقيتُه فى أحد لقاءات المنتدى الاجتماعى العالمى بتونس 2015 . وكان أول تجليات هذه المرونة فى انتخابات البرلمان 2014، حيث تحالف مع أطراف عدة بينها الحزب الشيوعى، الذى فاز على مرشحته فى الجامعة قبل عامين فقط. وعندما رشحه تحالف (الجبهة العريضة) لخوض الانتخابات الرئاسية، أقام تحالفًا مع أطياف أخرى وتواصل مع الحزب المسيحى الديمقراطى.

ولهذا، فالمتوقع أن يكون دخوله قصر «لامونيدا» فى مارس المقبل بداية تجربة سياسية جديدة لليسار الديمقراطى فى الحكم.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: