رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

رد الاعتبار للمعلم.. وما حدث فى كفر يعقوب

بداية أرسل تهنئة مليئة بالمحبة بعيد الميلاد المجيد للأصدقاء والأحباب من جميع طوائف مسيحيى مصر.

  •  هل كان يمكن أن يحدث عجز فى أعداد المعلمين يحتاج سده إلى خمس سنوات إذا وجد التدريس والمعلمون والمعلمات ما يستحقون من تكريم وتقدير أدبى ومادى؟، ألم تكن الاستجابة وحل مشاكلهم وتلبية مطالبهم بتحسين رواتبهم وما يحصلون عليه من معاشات نقابتهم دافعا للإقبال على حمل الرسالة الصعبة فى تربية وتعليم الأجيال الجديدة دون احتياج أن يلجأ البعض إلى حلول خاطئة كمراكز التعليم الخاصة التى زادت من تدمير العملية التعليمية.. هل الأمر كان يحتاج إلى تدخل النواب لتنتبه الحكومة إلى المشكلة ومناقشة رئيس مجلس الوزراء الأحد الماضى 2/١/٢٠٢٢ العجز فى أعداد المعلمين والإجراءات العاجلة لسد هذا العجز فى مراحل التعليم المختلفة.

لقد لفتنى ان من أهم الأسباب التى أدت إلى العجز فى إعداد المعلمين هو الإحالة للمعاش .. ففى اليابان يطلقون على من بلغوا سن المعاش آباء التعليم ويوفرون أنظمة للاستفادة بتراكم الخبرات التى توافرت لديهم خاصة للتعليم فى المراحل الأولى فلماذا لا نتيح لمن وصلوا إلى سن المعاش من المعلمين ان يواصلوا أداء الرسالة إذا كانوا قادرين عليها ليكون لاستمرارهم دور أساسى فى سد العجز، ولعلنا نشهد إصلاحات حقيقية فى مسار العملية التعليمية بعدما استجاب وزير التعليم د.طارق شوقى لدعوات الاستفادة بما لدينا من علماء وخبراء فى التربية والتعليم لاستلهام الواقع المصرى بدلا من النقل عن تجارب أجنبية، وهوما يبشر به لقاء وزير التعليم ود.محمود المتينى رئيس جامعة عين شمس ومجموعة من خبراء كليات التربية بالجامعة لبحث تطوير العملية التعليمية ووضع خطة تعاون وخريطة عمل مستقبلى. وإعداد دراسات بحثية تسهم بها كليات التربية لدعم تغيير الثقافات التعليمية وقياس مستوى تحصيل الطلاب والذى أعتبره من أهم مقاييس جودة ونجاح عملية التطوير وأيضاً إعداد المعلمين وإيجاد الحلول المناسبة لمعاناتهم، ومن خلال ما كتبت وناديت به طوال العام الماضى وما وصلنى من معلمين ومعلمات أفاضل مازالوا يؤدون رسالتهم أو خرجوا إلى المعاش فالمعاناة المادية وانخفاض الأجور والمعاشات تجعل رفع أجورهم ومعاشاتهم واجبا أخلاقيا وإنسانيا واجتماعيا يجب أن تبدأ به جميع الإجراءات الجادة لتقديرهم فهم أهم أساس لقوة الحاضر والمستقبل .

  •  وفى إطار الكتابة عن التعليم ألفت النظر إلى ضرورة عدم الضجيج حول أى حادث قبل أن نتبين حقيقته فعندما يتم تصحيحه لا يجد ذات الاهتمام!! فمثلا قبل سنة وبضعة شهور اتهمت طالبة فى امتحانات الدوور الثانى للثانوية العامة معلمة بسرقة هاتفها المحمول وصنع ضجيج مؤلم حول الحادثة قبل التثبت من صحتها ودون الحرص على اتخاذ الإجراءات القانونية فى التعامل مع المعلمة التى أصرت على اللجوء للقضاء العادل الذى أثبت براءتها. ومن خلال حوار مع المحامية هدى صالح التى حصلت للمعلمة على البراءة عرفت لأول مرة بما يسمى لجان أمن يتم تشكيلها من مدرسى التربية الرياضية ليقفوا على أبواب المدارس أثناء امتحانات الثانوية العامة والدبلومات  ليتأكدوا أن الطلبة والطالبات لا يحملون أدوات للغش ويتم التفتيش من خلال أجهزة تتعطل أحيانا ويضطر أعضاء لجان الأمن لاستخدام  أيديهم!! أليس هذا الإجراء إهدارا لقيم تربوية أوليس من الأفضل إحكام المراقبة داخل لجان الامتحان. تهنئة لبراءة المعلمة التى استغلت الطالبة إجراءات التفتيش وسيلة لاتهام معلمتها وتهنئة للمحامية المحترمة التى حصلت للمعلمة على براءتها مع توقيع غرامة مالية على الطالبة.

أرجو ألا أكون قد أطلت على قراء أعزاء فى تناول قضايا التعليم والمعلمين ولكنى أومن بأن قوة وسلامة التعليم هى أساس قوة وتقدم الأمم وأرجو أن أكون قد نقلت بصدق وأمانة حجم معاناتهم والظروف الصعبة للقاعدة العريضة منهم خاصة فى أعمارهم المتقدمة وان تكون كتاباتى عنهم بقدر ما أكنه من احترام وتقدير لمهنتهم ورسالتهم التى بقدر ما يحسنون ويبدعون فى أدائها تكاد تجعلهم فى مرتبة الرسل.

  •  أثق أن القضاء العادل والنائب العام الأمين على حماية ضمير الأمة الأخلاقى والاجتماعى والإنسانى سيتخذان من الإجراءات والقرارات ما يضع نهاية للممارسات الإجرامية والكارثية فى استخدام شبكات التواصل الاجتماعى وتحويلها إلى أدوات للتشويه والتهديد والترويع والقتل، بدلا من استخدامها الصحى والصحيح للحصول على المعلومات والتواصل الإنسانى المحترم.. وبقدر الألم الذى أثارته فى نفسى حادثة انتحار طالبة صغيرة  بريئة بسبب قيام شابين بتشويه  سمعتها ونشر صور مفبركة تسيء إليها وتتحدى تقاليد أهل قريتها وقبل هذه الحادثة المؤلمة وقفت طويلا وضاعت منى فى زحام أحداث كثيرة الكتابة عن ألعاب تمارس على هذه الوسائل وتصل بالأطفال إلى حد قتل أنفسهم وهو ما أكده  الأسبوع الماضى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء وأن ٧٨٪ من الأطفال يعانون آثارا نفسية سيئة بعد مشاهدة الرسوم المتحركة وان ٧٠٪ من الأطفال بعد مشاهدة هذه الرسوم يظهرون سلوكا عدوانيا ويستخدمون الأساليب التى شاهدوها فيها وأن التعرض المفرط لمحتوى العنف والسلبيات التى تمتلئ بها هذه الأفلام ممكن أن يدمرهم بينما الإعداد الجيد والتربوى والأخلاقى ممكن أن يسهم فى تربية طفل متوازن وبحالة نفسية سليمة.

وقد دعوت من قبل أن ننتج شرائط  رسوم متحركة للأطفال تستوحى تاريخنا وأبطالنا وانتصاراتنا فى مختلف حلقات التاريخ وتوقظ وعى الأجيال وتصنع مزيجا من التعليم والإمتاع، وان تفعل القوانين التى تجرم هذا الاستخدام لحمايتهم من التأثيرات السلبية  والجهات التى تستغل طفولتهم أسوأ استغلال، وتحتاج إلى مزيد من  القوانين  والتشريعات التى تمنع عبث واستغلال نوعيات مريضة من الشباب لهذه الوسائل كما حدث لابنة قرية كفر يعقوب التى لم تحتمل ما فعله بسيرتها شابان عابثان وفاقدان القيم وللأسف أن دراستهما لم تستطع أن تعدل سلوكهما المشين الذى يفرض أن نجعل عقابهما درسا لا ينسى لجميع أمثالهما من العابثين الذين يستخدمون وسائل الاتصال استخداما إجراميا.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: