رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
إعادة الاعتبار للثورة والتغيير!

لا أظن أننى تجاوزت الحقيقة عندما قلت أمس فى هذا المكان تحت عنوان «الثورة والدولة.. ونظرية السيسى» أن ما يجرى فى مصر الآن ثورة حقيقية بمعنى الكلمة وأن هذه الثورة ولدت من إرهاصات الخروج الكبير لملايين المصريين فى 30 يونيو عام 2013 لأن الثورة ليست مجرد هياج جماهيرى يرج الشوارع والميادين بالهتافات والاعتصامات وإنما الثورة هى تغيير الأوضاع تغييرا شاملا بحيث تختلف الأمور بعدها اختلافا جذريا عما كانت عليه من قبل وبما يسمح للمجتمع بالانتقال مما هو كائن فعلا إلى ما ينبغى أن يكون أملا وحلما مشروعا مستحقا.. وأظن أنه لا وجه للمقارنة بين حالنا قبل 30 يونيو وحالنا الآن فالصورة تتحدث عن نفسها وواقع الحال شاهد لا يكذب.. والفضل فى ذلك لشعب مصر الذى تحمل فاتورة الإصلاح المالى والاقتصادى من أرضية الثقة فى صوابية خطوات الإصلاح وإعادة البناء!

لقد أكدت أحداث السنوات الثمانية الأخيرة أن تيار التغيير فى مصر تيار قوى وأنه قادر على أن يصنع أثره فى وقت كان يظن البعض أن وصوله مستحيل ولكن الله قيض لمصر ابنا بارا من قلب المؤسسة العسكرية ليقود مسيرة التحول من إرهاصات الغضب فى 30 يونيو باتجاه ثورة حقيقية من أجل التقدم.

ومن يستمع إلى الأصوات العاقلة والمستنيرة على امتداد العالم العربى من المحيط إلى الخليج حول انطباعاتهم بشأن ما يجرى فى مصر من تحولات تحظى بالإعجاب والتقدير يدرك إلى أى حد يتجدد رهان العالم العربى على مصر بعد أن تغيرت فيها أوضاع الحساب السياسى بالأفعال وليس بالأقوال عبر الشاشات والميكروفونات فالذى يحدث فى مصر تتردد أصداؤه فى مختلف ربوع الأمة ويؤكد – دون تصريح أو تلميح – أن مصر تقدم نموذجا فريدا لثنائية الأمن والتنمية ليس فقط كنموذج يحتذى به وإنما كدليل على قدرة مصر على الوفاء بمسئولياتها تجاه أمنها – وعيا وعملا – إذا دعى الداعىٍ!

إن ما يجرى فى مصر أعاد الاعتبار لمعنى الثورة ومفهوم التغيير بعيدا عن أشباح المغامرات الطفولية التى تطوف بخيالات المغامرين والمراهقين السياسيين الذين أفرزتهم عواصف الفوضى فى المنطقة طوال السنوات العجاف.

لقد صححت مصر مفاهيم الثورة والتغيير لكى تصبح أشد عمقا وأكثر شمولا فى التعبير عن التيارات والطاقات الوطنية المحملة بالأفكار والرؤى المستنيرة والتى يجسدها على أرض الواقع جهود وتحركات وقدرات تنعش الحوار وتلغى تماما أى نوع من الصدام فى البيئة الوطنية النظيفة والنقية المؤهلة لتشييد أعمدة راسخة للبناء والتعمير!

خير الكلام:

<< لا توجد مسلمات أبدية ولا توجد حقائق مطلقة ... تلك هى عناوين الحياة!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: