رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
الثورة والدولة.. ونظرية السيسى!

أريد فى مقال اليوم أن أضيف إلى مقال الأمس عن علامات «الدولة الجديدة» وما أعتقد أنه يمكن أن يزيد الأمور وضوحا.

إن مفهوم الدولة الجديدة الذى أشرت أمس إلى بعض علاماته لم يكن مجرد سطور إنشائية استوحيتها من جولة الرئيس السيسى تحت لافتة «أسبوع الصعيد» وإنما الذى رأيته عن بعد ومن خلال الشاشات هو ثورة بكل المقاييس.

وقبل أن يتهمنى أحد بالمبالغة أسارع بالكشف عن دوافعى لإطلاق كلمة الثورة على ذلك الذى يجرى فى مصر، ويؤكد صحة ما سبق أن أشرت إليه أكثر من مرة على مدار السنوات الثمانى الأخيرة بأن 30 يونيو عام 2013 كان مجرد إرهاصات ثورة لن تكتمل إلا بعد وضع بصماتها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية على أرض الواقع كحقائق جديدة تعبر عن آفاق التغيير المنشود الذى تنادت عليه الملايين عند خروجها الكبير فى 30 يونيو وهو خروج يتجاوز بكثير حدود الإزاحة والإقصاء للتيارات الفاشية التى اختطفت السلطة فى مصر تحت غطاء من عواصف الفوضى التى ضربت البلاد بعد 25 يناير عام 2011.

نعم إن ما يجرى الآن على طول وعرض مصر من خلال حزمة واسعة من ورش العمل الميدانية هو ثورة حقيقية تفتح الباب واسعا أمام الحلم الكبير لبناء الدولة الجديدة فالثورة وفق أى مفهوم ورد فى العلوم السياسية أو وفق نبض القوى التى انتفضت فى 30 يونيو – هى السعى إلى تغيير الأوضاع تغييرا شاملا بحيث تختلف الأمور بعدها اختلافا جذريا عما كانت عليه من قبل.. وبما يسمح للمجتمع بالانتقال مما هو كائن فعلا إلى ما ينبغى أن يكون أملا وحلما مشروعا ومستحقا!

لقد انتصرت نظرية السيسى فى مواجهة أصحاب الأيادى المرتعشة الذين كانوا يحذرون من الأخذ بسياسة الهزات والصدمات لإحداث التغيير المنشود والحمد لله أن الكل بات الآن على يقين من صحة نظرية السيسى من أن الهزات والصدمات المحسوبة أمر لا يمكن تجنبه لأن ما تحتاجه مصر يتجاوز بكثير رؤية أصحاب الأيادى المرتعشة الذين يتحججون بشماعة الاستقرار ويتوقف خيالهم عند مجرد الطموح نحو تحسين الأحوال فقط.

لقد استلهم السيسى نظريته من روح الخروج الكبير فى 30 يونيو عام 2013 حيث كان لسان الحال لملايين المصريين يتنادى على الذهاب نحو التغيير الحقيقى المستند إلى الحق وليس مجرد تحسين الأحوال المنبعث من الرحمة، وكأنه نوع من الصدقة والزكاة المستحقة حسب المفهوم الخاطئ للتيارات الفاشية المتمسحة فى الدين!

وظنى أن أحد أهم مفاتيح النجاح لنظرية السيسى فى توظيف الثورة لبناء الدولة هو: إن الرجل كان على يقين بصعوبة المشوار، لكنه فى ذات الوقت كان مدركا أن الصبر على هذه الأوضاع بات مستحيلا!

خير الكلام:

<< الأفعال هى التى تؤكد صدق النيات.. أما الكلام فالجميع يتكلم!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: