هوامش حرة
الإسكندرية ومشكلة الأمطار

طالت معاناة أبناء الإسكندرية أمام الأمطار وتلال الثلوج التى تغطى الشوارع كل المناطق تقريبا..وقد زادت حدة الأمطار والثلوج ولم تعد ساعات وتعود الحياة ولكنها الآن تحاصر المدينة أياما، وكلنا يعلم أن الكثير من المبانى لا يمكن أن تتحمل هذه التغيرات الحادة فى الجو والتى لم تشهدها المدينة طوال تاريخها..نحن الآن أمام سلسلة من الأزمات.. إن حركة المرور أمام السيول تتوقف بالساعات ولا يذهب الناس إلى أعمالهم..إن المياه تسربت إلى محال كثيرة وأغرقتها بما فيها من السلع والبضائع..إن هناك بيوتاً قديمة آيلة للسقوط، خاصة فى المناطق العشوائية وقد انهارت بعض هذه البيوت على سكانها وسقط فيها الضحايا، نحن أمام مدينة ضخمة فى سكانها وأنشطتها ولا يمكن أن تتحمل كل هذه الخسائر، حيث لا يذهب المواطنون إلى أعمالهم..إننا لا نعرف ما يجرى فى الإسكندرية واكتفى الإعلام بأن ينقل صور ما يحدث فى كورنيش المدينة وثورة البحر الغاضب..أما ما يجرى فى قلب المدينة وأحيائها الفقيرة فلا أحد يعلم عنه شيئا.. لا يعقل أن نطلب من المسئولين فى المحافظة مواجهة هذا الطوفان بعدد من السيارات لشفط المياه..خاصة أن تلال الثلوج تتراكم فوق بعضها أياما، خاصة فى الشوارع الضيقة، وإذا استمرت معاناة الناس بهذه الصورة، فإن الأمر يتطلب من الحكومة أن تتدخل لإنقاذ عروس البحر ولا يعقل أن تترك المدينة غارقة وليس لدى المسئولين فيها، وعلى رأسهم اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، أداة سحرية لكى يواجه كل هذه الأزمات.. مطلوب وفد وزارى يسافر إلى الإسكندرية ويبحث على الطبيعة مطالب الناس..إن الإسكندرية الآن أمام تحديات كثيرة، أولها نقص الإمكانات ومتاعب المواطنين أمام توقف أعمالهم ومصادر أرزاقهم والأهم من ذلك أنه لا أحد يعلم متى يتوقف هطول الأمطار والثلوج..خاصة أننا فى بداية فصل الشتاء ومازال مسلسل النوات لم يكتمل..لا يعقل أن نترك الإسكندرية والملايين من أبنائها يواجهون هذا المصير المؤلم أمام تغيرات مناخية لم تحدث من قبل، وعلينا أن نبحث الآن عن حلول سريعة وبعد ذلك تكون لنا وقفة حول المستقبل الغامض لواحدة من أعرق وأقدم مدن مصر الحضارة.

[email protected]