رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
إنذار من فوق السحاب!

هذه الموجة العاتية من الأعاصير المدمرة التى ضربت عددا من الولايات الأمريكية قبل نحو أسبوعين ليست سوى إنذار من فوق السحاب لسكان كوكب الأرض بمخاطر عدم احترام قواعد وقوانين الطبيعة وعدم جدية الالتزام بمخرجات سلسلة القمم الكبرى التى انعقدت فى السنوات الأخيرة تحت لافتة «قمم المناخ» وآخرها قمة نوفمبر 2021 التى نظمتها الأمم المتحدة بمشاركة ما يزيد على 190 دولة.

إن هذا الإنذار القادم من فوق السحاب مجرد بروفة لما يمكن أن يحدث إذا ازداد غضب الطبيعة من استهانة أهل الأرض بأهمية الالتزام بالحفاظ على البيئة، سواء بوقف الاعتداءات الغاشمة على الغابات والمحميات الطبيعية أو بالعمل على ترشيد استخدام المصانع والمعامل ومختلف وسائل النقل التى تسهم فى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى.

لقد أطاح الإعصار الأخير الذى ضرب 6 ولايات أمريكية بالمنازل والفنادق والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء والصرف الصحى وأحدث تدميرا هائلا فى مختلف مكونات البنية الأساسية فى هذه الولايات وأدى إلى مصرع ما يربو على مائة شخص وآلاف المشردين واقتلاع آلاف الأشجار وانقطاع كامل للكهرباء بعد أن طارت الأعمدة فى الهواء فى حين ذكرت تقارير طبية أن هناك مخاوف من أن تؤدى تداعيات الإعصار فى هذه الولايات إلى ازدياد نسبة انتشار وباء كوفيد 19 ومتحوراته المتجددة!

وربما يقول قائل: إن الكرة الأرضية تتعرض لمثل هذه الأعاصير منذ آلاف السنين وقبل أن تعرف البشرية تلك الطفرة الصناعية التى أدت إلى تلك الاختلالات الرهيبة فى المناخ، والجواب على ذلك: إن أعاصير الماضى لم تكن بهذه الحدة وعلى هذه الدرجة من الشدة حيث لم تشهد البشرية مثل هذه الأعاصير المرعبة والفيضانات المدمرة والرياح التى تتجاوز سرعتها أحيانا سرعة القطارات الحديثة.

ولست أدعى أننى خبير فى تحليل الأرصاد الجوية أو تفسير تلك المتغيرات المناخية، لكن ثمة دلائل تؤكد أن جسر الإنقاذ الوحيد لكوكب الأرض يتمثل فى سرعة التوسع فى استخدام الطاقة النظيفة والتوقف عن التعاطى مع كل ما يؤدى لتلوث البيئة وغضب الطبيعة.

وأخشى أن أقول: إن الهلع الراهن من تزايد أعداد النازحين والفارين من الاضطرابات السياسية والصراعات العسكرية فى عدد من الدول المنكوبة بغياب الأمن والاستقرار قد يتحول إلى رعب مفزع ليس بمقدور أحد أن يتحمله إذا ازداد غضب الطبيعة وأصبح غالبية سكان الأرض – فى الدول الغنية والدول الإفريقية – لاجئين ونازحين لا يجدون لهم مأوى على سطح الأرض.. أستر يا ستار!

خير الكلام:

<< كل ما يناقض الطبيعة يناقض المنطق وكل ما يناقض المنطق سخيف ومدمر!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: