هل يمكن أن تكون لدينا الشجاعة ونعترف بأن الفن فى مصر فى أزمة، وأن كرة القدم فى محنة، وأننا ننفق أموالا كثيرة جدا على الفن الهابط وننفق أموالا أكثر على هزائم كرة القدم.. وهل وصل بنا الحال أن نكون أبواقا لغناء هابط ولا يستطيع فريقنا فى كرة القدم أن يحرز هدفا أمام الفرق العربية فى الدوحة.. كم تنفق الدولة على ميزانية اتحاد كرة القدم وكم يحصل اللاعبون على ملايين الجنيهات ويحصلون على المركز الأخير فى مونديال العرب فى الدوحة.. هل يعقل أن نختصر الرياضة المصرية فى إنجازات وأخبار محمد صلاح فى انجلترا وهو يستحق، أم نختصر الفن المصرى فى أنصاف الموهوبين الذين يتسولون فى المهرجانات العربية.. إن الأزمة الحقيقية هى هذه الملايين من أموال الشعب الغلبان التى تضيع على فن هابط وكرة قدم بلا أهداف..هل تبخل على المواطن المصرى بفرحة وهو يسمع أغنية جميلة أو يشاهد فوزا فى مباراة لكرة القدم ونصبح أمام العالم غير قادرين على ذلك..إننى لا أعرف أين مجلس النواب مما يحدث فى الفن والرياضة وهى أشياء ليست بعيدة عن قضية بناء الإنسان.. وأين الرقابة على الأموال التى تنفقها الدولة على كرة بلا أهداف وفن يفسد الذوق ويسيء للمشاعر..إن عدم رعاية الفن وإهمال كرة القدم والاكتفاء بأخبار الفنانين والخلافات بين النوادى وعشرات الفضائيات الرياضية وبعد ذلك يكون ترتيب مصر فى آخر مونديال العرب، والفنانون المصريون يطوفون المهرجانات العربية يروجون الفن الهابط، كل هذه جرائم فى حق وطن.. إننا كثيرا ما نتحدث عن بناء الإنسان المصرى ونطالب الجميع بأن يعمل وينتج ويشارك ومؤسسات الدولة تهتم بصحة المواطن، والجميع يتحدث عن قضية الوعى والإبداع والثقافة.. وبعد ذلك يكون فريق كرة القدم فى آخر الصفوف، ونشجع فنا رديئا يشوه العقول والمشاعر..قلت الفن المصرى فى محنة، والرياضة خاصة كرة القدم، تحتاج إلى وقفة حرام أن نحرق أعصاب الناس ونعجز عن إحراز هدف..أكثر الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعى والفضائيات هى قصص طلاق الفنانين وصفقات كرة القدم فى مصر وهى تحتاج إلى إصلاح وتهذيب وجدية.. الملايين للمدربين الأجانب بلا فوز والفنانون بلا إبداع..ويكون السؤال هذه ظواهر لا تليق أبدا بأرض الكنانةِ.
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: