كلما تأملت ما يجرى فى السودان يزداد يقينى بأن كل محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب تحت اللافتة المزيفة « المكون العسكرى والمكون المدنى « سوف تبوء بالفشل فليس هناك زمن عاشه الشعب السودانى أسوأ من تلك الأوضاع التى سادت السودان منذ انقلاب عام 1989 بقيادة عمر البشير وبدعم وغطاء وتحالف التيارات المتأسلمه بزعامة حسن الترابى !
ويعزز من صحة يقينى بأن هذا المخطط المشبوه سوف يبوء بالفشل أن درجة الوعى فى السودان ليست أقل من وعى بقية الشعوب العربية وعلى رأسها مصر بالخروج الشعبى الكبير فى 30 يونيو عام 2013 عندما انتبه المصريون مبكرا لهذا الملعوب الذى كان يستهدف فى الأساس إعادة إحياء مخطط نشر الفوضى الهدامة على غرار خطة بريمر بعد غزو العراق بالثنائية المقيتة « تفكيك الجيش واجتثاث البعث»!
إن التأييد الشعبى الواسع لصحوة التغيير الكبرى التى دعمها الجيش السودانى فى ديسمبر عام 2019 كان عنوانا صريحا لرباط ثورى مقدس استطاع أن يجمع المؤسسة العسكرية وقوى التغيير المدنية بكل أدوات الصدق والقوة والعمق سعيا لبناء دولة سودانية عصرية جديدة تملك القدرة على فرض سيطرتها على مختلف ربوع السودان وإحباط أية مخططات لاستلاب ما تحقق للشعب السوادنى من مكاسب من خلال سد كل المنافذ والثغرات أمام أى ثورة مضادة!
إن المسألة باتت واضحة ولا لبس فيها بعد أن سقطت الأقنعة عن كثير من الوجوه التى كانت تزايد وتتاجر بقرار الإعفاء المؤقت لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك ثم أصيبت بصدمة هستيرية عندما فوجئت بأن الفريق عبدالفتاح البرهان ورفاقه على ظهر مركب واحد مع عبدالله حمدوك وقوى التغيير المدنية المستنيرة فكان اتفاق البرهان وحمدوك الذى أفشل لعبة الفرقة والتمزيق والتى لم تكن مقصورة على بعض التيارات السياسية فى الداخل وإنما وكما كشف الفريق البرهان مؤخرا فإن دبلوماسيين أجانب كانوا متورطين فى هذا المخطط اللعين!
إن الفوضى المصنوعة فى الشارع السودانى ليست رفضا لاتفاق البرهان وحمدوك وإنما هى مخطط خبيث لإحداث فتنة ظاهرها اتفاق البرهان وحمدوك وجوهرها هو توسيع الهوة بين المؤسسة العسكرية والقوى السياسية.
ولست أبالغ إذا قلت أن اتفاق البرهان وحمدوك الذى يتعرض لعواصف وأعاصير الغضب المفتعلة من قلة محدودة فى الشارع السودانى هو الذى شيد أول طريق مفتوح بغير حواجز فى السودان لكسر العزلة الخارجية وتعزيز الوحدة الوطنية حتى تشرق الشمس من جديد على كل الربوع الشاسعة للوطن السودانى الكبير.. وظنى أن الفتنة لن تدوم!
خير الكلام:
<< سر النجاح فى الحياة أن تواجه العواصف بثبات الطير عند ثورة العاصفة!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: