رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
عودة البترول للمشهد

عاد البترول يدق بعنف أبواب السياسة العالمية، كان قد انسحب منذ سنوات أمام انخفاض أسعاره وتوافره فى الأسواق بكميات كبيرة.. ولكن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعات كبيرة فى الأسعار وأصبح البترول يمثل أزمة حادة لعدد من الدول ومنها دول غنية.. لقد حاولت أمريكا منذ سنوات أن تجد بديلا للطاقة غير البترول وأنفقت بلايين الدولارات ولم تنجح وعاد البترول يهز أركان العلاقات الدولية مرة أخري.. ورغم أن أمريكا دفعت للأسواق جزءا كبيرا من الاحتياطات فإن الأسعار لم تتراجع وبقيت الأزمة.. إن أخطر ما فى أزمة أسعار البترول هذه المرة أنها تأتى والعالم يعانى أزمة اقتصادية حادة أمام كارثة كورونا وما فرضته من أعباء على كل دول العالم.. إن دول العالم حتى الغنية منها لم يعد لديها ما تقدمه للآخرين.. كما أن حالة التشدد فى مواقف الدول المنتجة تزداد معها الأزمة تعقيدا.. كانت الأزمات الاقتصادية تجد حلولا ولكن اجتماع البترول مع كورونا مع الأسعار يجعل الحل صعبا بل مستحيلا.. وعلى دول العالم أن تنظر إلى مصالحها فى هذه اللحظة الصعبة التى تتطلب التعاون بين الجميع، فمن الصعب على دول العالم أن تواجه أزماتها منفردة لأن الأعباء أكبر.. ولهذا يجب أن تعيد رسم سياسات تحقق مصالحها ومصالح الآخرين.. إن العلاقات الدولية تعيش فترة صعبة ما بين الحروب والصراعات والانقسامات والقوى الدولية الصاعدة أو الغاربة.. ثم حلت على الجميع كارثة كورونا ولحقت بها أزمة البترول.. وما بين كورونا والبترول على العالم أن يعيد ترتيب الأوراق حتى لا تجد البشرية نفسها أمام طريق مسدود.. إن اقتصاد العالم يعيش محنة قاسية وترك آثارا سيئة على العلاقات بين الدول والقادم أسوأ وأصعب.. وهناك قضايا الديون وهى كارثة المستقبل لدول كثيرة وسوف تتحمل أعباءها أجيال قادمة كل هذا يتطلب علاقات دولية متوازنة تحقق العدل والرخاء لكل دول العالم.. لا أحد الآن يعيش وحده وكلنا فى سفينة واحدة.. ولا طريق للنجاة غير أن تعود البشرية الى جذورها القديمة فى التعاون والتواصل لأن منطق الجزر لن يفيد أحدا..

[email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: