قضيت الأسبوع الماضى كله، من الجمعة إلى الجمعة في مدينة رأس البر، وكنت من هناك أكتب هذه الكلمات يوميا. لم أذهب إلى هناك للفسحة، ولكن لإنجاز بعض المهام الخاصة بالعشة هناك، فكلمة العشة لا تزال هي الاسم الذى يطلقه سكان رأس البر على منازلهم. وليست هذه بالطبع أول مرة أكتب عن رأس البر، وهو الأمر الذى جعل أستاذنا الجليل صلاح منتصر، ابن دمياط الأصيل، يطلق علىّ لقب سفير رأس البر! غير أن المسألة بالنسبة لى أعمق وأوسع بكثير من حبى أو حماسى لمحافظة أو مدينة معينة في مصر، فأنا على يقين بأن كل مدينة، وكل قرية في مصر، وكل واحة في مصر، لها تاريخها العريق، تستحق أن نحبها ونفخر بها، وأن ندعو كل أبناء مصر لزيارتها، والتعرف عن قرب عليها. نحن للأسف لانعرف بلدنا كما ينبغي! بلدنا الأقدم في التاريخ ، والبلد الوحيد الذى ذكرته الكتب السماوية الثلاث! أليس أمرا يثير الاستغراب والتساؤل أن يذهب أبناؤنا وشبابنا للفسحة والسياحة في بلاد الدنيا من أمريكا وأوروبا ..إلى تايلاند ودبى!، وهم لا يعرفون بلدهم التي يأتي السائحون من كل بلاد الدنيا لزيارتها؟ ليست هذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها في ذلك الموضوع ...إننى لا أتحدث فقط عن رأس البر ولا عن الإسكندرية ومطروح أو الأقصر وأسوان، لا أيها السادة أنا أتحدث عن الكل بلا استثناء من سيناء ومدن القناة ومحافظات الدلتا والصعيد إلى سيوة والواحات. هناك تقصير من وزارة التربية والتعليم التي درجت في شبابنا على أن تنظم الرحلة الشهيرة للأقصر وأسوان! هناك تقصير من أجهزة السياحة الداخلية، لأن المسألة أعمق بكثير من مجرد الفسحة، إنها تجسيد للانتماء الحقيقى للبلد! وكما قلت سابقا أيضا فإن السياحة الداخلية في كل بلاد الدنيا المتقدمة تسبق السياحة الخارجية، وهي تنطوى على إنعاش اقتصادى، مثلما تنطوى على تعميق للمعرفة والثقافة والانتماء! وأنا هنا أراهن، اسألوا أي عينة من شبابنا، ماهى المناطق التي زاروها في مصر خارج بلداتهم الأصلية، بغرض السياحة والتعرف عليها وعلى بلدهم العريق...الإجابة – للأسف- سوف تكون مخجلة!.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: