هوامش حرة
الزحام

أصبحت مشكلة الزحام فى شوارعنا أزمة يومية وأصبحت ظاهرة التكدس المرورى فى الشوارع واحدة من أخطر الأزمات التى يعانى منها المصريون فى كل المدن الكبري..فى أحيان كثيرة تحتاج ساعات لكى تذهب فى زيارة لطبيب أو تذهب إلى عمل..إن الأزمة الحقيقية هى التكدس البشرى وزيادة السكان أنت أمام ملايين التلاميذ الذين يذهبون كل صباح إلى مدارسهم..إننى لن أتحدث عن المشهد التاريخى فى شوارع الإسكندرية حين حاصرتها الأمطار وأصحاب السيارات غارقون فى الأمطار والسيول..كثيراً ما يدور هذا السؤال ماذا يفعل مريض يجلس فى سيارة أربع ساعات كاملة أمام شوارع مكدسة..وماذا يفعل تلميذ لا يستطيع الوصول إلى مدرسته أو موظف تأخر عن عمله بالساعات..إن المشكلة ليست فى الأمطار ولكن المرور فى مصر أصبح مشكلة معقدة رغم كل مشروعات التوسع التى أقامتها الدولة..إلا أن مشكلة السكان سوف تبقى أم المشكلات فى مصر..لقد استعانت حكومات سابقة بشركات أجنبية لمواجهة مشكلة المرور فى مصر..ولم تجد هذه الشركات حلا وعادوا إلى بلادهم..فى أحيان كثيرة تجد الناس يقفون بجانب سياراتهم أمام الزحام فى الشوارع فى مشهد يتكرر فى أكثر من مدينة..إن البعض يرى أن القضية فى ملايين السيارات التى تجرى فى الشوارع ولكن الحقيقة أنهم ملايين البشر الذين يتكدسون فى الشوارع وأصبحت مشكلة الزحام واحدة من الأزمات اليومية التى يعانى منها المصريون فى كل شئون حياتهم..تبقى مشكلة التكدس والزحام واحدة من أخطر ما يواجه الإنسان المصرى وهى مشكلة لها توابع كثيرة ابتداء بالتلوث السمعى والبصرى والصحى وحتى التلوث الثقافي..إن معظم الأزمات التى يعانى منها الإنسان المصرى كانت بسبب الزحام، كانت ظاهرة العشوائيات بسبب الزحام وكانت الأمية بسبب التكدس وكانت الظروف الاقتصادية التى نعانى منها بسبب زيادة السكان..من هنا فإن العودة لأسباب الظواهر هو بداية الحل، أن نبحث عن أسباب الظواهر المرضية التى تتسلل فى بيوتنا وشوارعنا ومدارسنا وأعمالنا..ابحث عن الزحام وأسبابه وبعد ذلك حاول أن تناقش مشكلات المصريين الأخرى وابدأ من التكدس السكانى وأعداد البشر وسوف تجده فى الشارع والمدرسة والبيوت، إنها مشكلة يبدو أنها بلا حل ولكن ليس فى الدنيا أزمات بلا حل..