رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات حرة
هنا مصر !

ما هو مغزى احتفال مصر، مساء الخميس الماضي، بإحياء طريق الكباش الفرعونى القديم، الذى يربط، بطول 2٫7 كيلو متر، بين معبدى الأقصر والكرنك، والذى كان على رأس الأنباء الذى تنافست على نقلها وكالات ومحطات الأنباء الكبرى فى العالم أسوشيتد برس الأمريكية، ورويترز وبى بى سى البريطانيتان، وفرانس برس الفرنسية وشينخوا الصينية، وتاس الروسية، فضلا عن عشرات الوكالات والمحطات الإخبارية الأخرى فى العالم...؟ حقا.. الكلام والتحليلات والتنبؤات عن أثر هذه الاحتفالات على إنعاش السياحة إلى مصر...، خاصة بعد أن عانت من تداعيات وباء كورونا فى العالم كله.. هو كلام منطقى وسليم تماما، وبدأت تباشيره بالفعل، مع وفود السائحين من كل أنحاء العالم التى شدها الحدث لزيارة مصر، والتعرف عن قرب على تاريخها القديم المجيد. غير أننى أرى فى ذلك الاحتفال تذكيرا مهما لنا، نحن المصريين بهويتنا! نحن جزء من إفريقيا، ونحن جزء من العالم العربي، ونحن جزء من عالم البحر المتوسط، ونحن جزء من الشرق الأوسط (القديم أو الجديد) ولكننا قبل كل ذلك وبعده نحن مصر، التى وجدت قبل التاريخ، والتى تحمل إرثا حضاريا هائلا فريدا، لايناظره تاريخ أى بلد آخر فى العالم. مصر التى هى وحدها ذكرت، باسمها، فى التوراة والإنجيل والقرآن، والتى يحفظ اسمها كل طفل فى العالم يتلقى علومه الأولي. غير أن الحقيقة الكبرى التى ينبغى علينا اليوم تذكرها، وفهمها، وتمثلها، هى أن هذا التاريخ العظيم والفريد لبلدنا، لا يعنى أبدا أن يدفعنا لنركن لفكرة أن مصر هى أم الدنيا، أمها العجوز الحكيمة، التى أدت دورها الكبير والعظيم فى الماضي، منذ فجر التاريخ، تاركة الحاضر ليصنعه غيرها. لا..، وألف لا. علينا، على العكس تماما، أن نثبت أننا جديرون بالانتماء لهذا البلد الأمين، وجديرون بالانتماء لأجدادنا العظام، وأن نجمع بين روحنا الحضارية العريقة، وبين استيعابنا لروح العصر الذى نعيش فيه الآن: فكريا وعلميا وسياسيا واقتصاديا، نعم... لا يساورنى أى شك فى قدرتنا على صحوة يحفزنا إليها تاريخنا وتراثنا الفريد!

Osama [email protected]
لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب

رابط دائم: