رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«أزمة رابعة ابتدائى» تريد حلا!

تحقيق ــ محمد حمدى غانم
صعوبة المنهج الجديد تظهر على وجه إحدى الطالبات تصوير ـ حسن عمار

  • تلاميذ: المناهج ثقيلة ولا وقت للراحة أوالاستمتاع بطفولتنا
  • أولياء أمور: المنهج أعلى من قدراتنا ..ولجأنا إلى الدروس الخصوصية مضطرين
  • معلمون وموجهون: مناهج متعمقة علميا ومكثفة والتدريب عليها غير كاف
  • خبراء: التطوير جيد.. ولكن الانتقال من المناهج «المدمجة» إلى «المستقلة» حاد وصادم


طالب يعانى فى استذكار بعض المواد

تطورات متسارعة شهدتها الساعات الأخيرة .. مجلس الوزراء يدخل على خط أزمة مناهج رابعة ابتدائى موجها مقرر لجنة القطاع التربوى بالمجلس الأعلى للجامعات الدكتور حسن الببلاوى بضرورة بحث المشكلة تمهيدا لوضع حلول لها.. قبلها بأيام قلائل تفاعل عدد كبير من أعضاء مجلس النواب مع الشكاوى الخاصة بمضامين وصعوبة المناهج الجديدة خصوصا مناهج الصف الرابع الابتدائى وتقدموا بطلبات إحاطة لاستدعاء مسئولى وزارة التربية والتعليم كما طالبوا بضرورة محاسبة من قاموا بوضع هذه المناهج .. ما سبق يكشف بوضوح أن الشكاوى لها وجاهتها وليست محاولة لإعاقة التطوير المنشود كما صورها البعض.. وبدورنا حاولنا فك الاشتباك بين عناصر الشكوى وأسبابها.. هل هى من الكم أم الكيف أم كليهما؟.. ما أسباب (الصدمة) التى استشعرها التلاميذ وأولياء أمورهم بل وامتدت إلى معلميهم؟..

هل صحيح أنه تم استنساخ هذه المناهج من مناهج مناظرة وغابت عنها معالم الهوية والبيئة المصرية؟ هل احتوت المناهج على مصطلحات علمية معقدة غير مناسبة لسن التلاميذ؟ هل مثلت المناهج ضغطا على نفسية التلاميذ دفع بعضهم لرفض الذهاب لمدارسهم؟ أسئلة كثيرة حاولنا الإجابة عليها فى السطور التالية:


استمتاع وانزعاج

البداية كانت مع عينة من (تلاميذ) الصف الرابع الابتدائى، فهم محور اهتمام الوزارة ومعلميهم وأولياء أمورهم.. وهم المستهدفون بهذه المناهج الجديدة، إليهم تنتهى وفيهم تؤثر إيجابا وسلبا.. واستطلعنا رأيهم فى (منهجهم).. فى البداية التقينا التوءم محمد وهاجر محمود صلاح التلميذين بالصف الرابع الابتدائى (عربى حكومى).. بادرنا (محمد) بتأكيد إعجابه بمنهج (العلوم) لأن به معلومات حياتية شيقة عن الجهازين الهضمى والتنفسى وهكذا، ولكنه فى الوقت نفسه أبدى انزعاجه بشدة من منهج (الرياضيات) الصعب، ففيه أرقام بالمليارات ومسائل صعبة، واشتكى من (منهج اللغة الإنجليزية) لكثرة كلماته وصعوبتها برغم استمتاعه بالقصص الموجودة به.

تلتقط شقيقته هاجر أطراف الحديث فتؤكد أنها ــ بصفة شخصية ــ مستمتعة بمنهجى مادتى (اللغة العربية) و(العلوم)، بينما تعانى بشدة مع مادة (المهارات المهنية) لصعوبتها، ولهذا تعتمد هى وشقيقها بشدة على الدروس الخصوصية لفهم وإنجاز المواد المختلفة، فمعلم الدرس الخصوصى يشرح كل جزئية بينما معلم الفصل قد لا يسعفه وقت الحصة وعدد الطلاب للشرح بالتفصيل، ومؤكدة أنها وشقيقها (مضغوطان) بشدة بسبب الحضور فى المدرسة والدرس الخصوصى ثم المذاكرة وعمل الواجب، ولا يجدان الوقت الكافى للراحة والاستمتاع بطفولتهما.

بعبع جديد

على محمد ــ ولى أمر التلميذة رقية المقيدة بالصف الرابع الابتدائى ــ أكد أن ابنته ــ مثلها مثل غالبية أقرانها ــ لم تتسلم كتبها مع بدء العام الدراسى، وإنما أتت الكتب متأخرة، ليفاجأوا بالزيادة فى عدد المواد المقررة، وكذلك بالكم الهائل من المعلومات الموجودة بالمناهج فى مختلف المواد، دونما أى مراعاة لظروف العامين الماضيين وتأثير جائحة كورونا على عدم انتظام العملية التعليمية طلابا ومدارس، فهذه الظروف كانت تستلزم التنشيط المتدرج لذاكرة وتفكير التلاميذ والتمهيد للدخول فى الدراسة، وليس مفاجأتهم بهذا الكم من المواد والمعلومات.

عبدالرحيم إبراهيم ــ والد تلميذ بالصف الرابع الابتدائى ــ أشار إلى شكوى ابنه بصفة يومية من صعوبة وضغط المنهج وعدم استطاعته استيعاب المعلومات الموجودة به، وهو ما دفع الابن إلى الامتناع عن الذهاب للمدرسة، وكأننا أمام (بعبع) جديد صنعناه بأيدينا دونما قصد، ليهدد نفسية أولادنا ويضغط عليهم فى هذه السن الصغيرة.. ويقول: ابنى لم يعد لديه وقت للراحة أو اللعب أو الاستمتاع بطفولته فى ظل ضغط المناهج ومحاولة المذاكرة.

فاقد الشىء

«لم نتدرب على المنهج الجديد ولا نعلم مستهدفاته بدقة ونجد صعوبة فى توصيله للتلاميذ ففاقد الشىء لايعطيه».. هكذا جاءت إجابة بعض المعلمين الذين استطلعنا آراءهم، مؤكدين أن الكتب أتت متأخرة ولم يتدربوا عليها وحتى زملاءهم الذين تلقوا تدريبا كان سطحيا «أونلاين» لمدة يومين فقط، وهو غير كاف لاستيعاب هذه المناهج الجديدة واستراتيجياتها.. وأكدوا أنهم فى (سباق مع الزمن) للانتهاء من (المقررات الضخمة) فى فترة الفصل الأول البسيطة والمحدودة.

مصطفى محمد الأزرق ــ معلم لغة إنجليزية ــ يتساءل عن (الفلسفة) من وراء هذا الكم الهائل من المعلومات العلمية فى منهج (اللغة الإنجليزية) للصف الرابع الابتدائى، فما تعلمناه وتربينا عليه أن فلسفة وهدف تعليم اللغة فى هذه السن الصغيرة هو تسهيل (التواصل) مع المحيطين والتعامل بكلمات لها (استعمال) فى الحياة اليومية المعتادة، ثم يزداد التخصص تدريجيا كلما تقدم التلميذ فى العمر، أما أن أبدأ مع تلميذ الصف الرابع الابتدائى بمسميات وتفاصيل الجهازين الهضمى والتنفسى وأزعجه بمصطلحات مثل (العصارة الهضمية) و(الحجاب الحاجز) باللغة الإنجليزية، وهو الذى ربما لم يستوعب مدلولاتها بعد بلغته العربية الأم، فهذا ضغط غير مبرر وغير واضح الهدف منه، ويتساءل: إذا بدأنا بهذا الكم المعلوماتى حول الجهازين الهضمى والتنفسى لطالب الصف الرابع الابتدائى، فماذا سنعلمه فى الصف الخامس وما بعده حتى يصل للثانوية العامة؟

ويوضح معلم اللغة الإنجليزية أنه لايصح أن آتى بـ (منهج) يتم تدريسه لطالب لغته (الأولى) هى اللغة الإنجليزية،  ثم أقوم بتدريسه لطالب يدرس اللغة الإنجليزية كلغة (ثانية) .. فهذا يسبب خللا جسيما فى الاستيعاب، كما أن (الهوية القومية) مفتقدة فى المنهج المستنسخ، وهذا منطقى، فـ (المنهج  ابن لمجتمعه) كما علمنا أساتذة المناهج .

ويلفت الأزرق إلى أن غالبية أولياء الأمور ليس لديهم الوقت أو هذا القدر من الثقافة المستوعبة لهذه المعلومات العلمية، فكيف يعلمونها لأولادهم؟.. صحيح أن هذه المناهج مطبقة على تلاميذ المدارس الابتدائية الدولية (الإنترناشيونال)، ولكن ينبغى الانتباه إلى التفاوت المعرفى والثقافى والتعليمى وحتى (اللغوى) بين أولياء الأمور لكلا الفئتين، وهو ما يفسر اضطرار أولياء الأمور للجوء إلى (الدروس الخصوصية) لعل أبناءهم يستوعبون ــ ولو جزئيا ــ هذه المناهج الجديدة.

ضغط الوقت

أمانى العدلى ـ معلمة لغة عربية للصف الرابع الابتدائى ــ أكدت أن وقت الحصص لم يعد كافيا للكم الهائل من منهج اللغة العربية وأنشطته، خصوصا بعدما تم ضغط وقت الحصة نتيجة تقسيم المدارس إلى فترتين فى محاولة لتخفيف الكثافة وتكدس التلاميذ فى الفصول، وكذلك فى ظل وجود بعض التلاميذ لايستطيعون مجرد القراءة والكتابة إما لمحدودية قدراتهم وإما لطول بقائهم بالمنزل طوال العامين الماضيين فى ظل جائحة كورونا.. مشيرة إلى أنها تعطى 14 حصة أسبوعيا للصف الرابع الابتدائى وحده.. 10 حصص لغة عربية، وحصتان تربية دينية وحصة توكاتسو وحصة قيم.. ولم يتم تدريبها تدريبا كافيا على المنهج الجديد.. كما أن كتاب (القيم) به أنشطة كثيرة يضيق عنها الوقت المخصص، ونشاط (التوكاتسو) لم يتم تدريبنا عليه وبدون كتاب لذا نلجأ للاجتهاد وللإنترنت للوصول لمحتوى مناسب نعلمه للتلاميذ.

عماد الفولى ــ موجه أول العلوم والحاصل على الدكتوراه ــ يؤكد أن (منهج العلوم) الجديد ثرى وجيد جدا، ولكنه فجر مفاجأة بأنه ــ ونظرا لعدم تدريب المعلمين التدريب الكافى - فقد خطط (بصفته موجها) إلى عقد تدريبات للمعلمين على كل درس فى هذا المنهج واستراتيجياته، لكنه لم يفعل حيث فوجىء بتطلب ذلك موافقات من عدة جهات إحداها الشركة المصممة للمحتوى!!

ويقر الدكتور عماد بأن غالبية الأمثلة بمنهج العلوم من خارج البيئة المصرية، مثل (ثعلب الفنك) و (حرباء النمر)، وهو ما دفعه إلى مطالبة معلمى المادة فى زياراته الميدانية باللجوء إلى الصور الثابتة والمتحركة والفيديوهات وما شابه على موبايلاتهم لزيادة تفاعل وفهم الطلاب للمحتوى، فى ظل قصور (معامل الوسائط) بالمدارس.

محمد الخراط ــ موجه مادة العلوم للمرحلة الابتدائية ــ يؤكد أن (منهج العلوم) للصف الرابع الابتدائى (ثقيل) جدا على التلميذ، وبالتالى يلجأ ــ لضيق الوقت ــ للحفظ مما يفقد المنظومة هدفها! كما أنه غير متوافق مع البيئة المصرية، وعلى سبيل المثال، تم الإتيان - دون مبرر ــ بأمثلة لمفهوم (التكيف) من خارج البيئة التى يحتك بها التلميذ مثل (البطريق) و (الدب القطبى) وهى كائنات لم يرها التلميذ نهائيا فى بيئته المصرية، وكأنه لا يوجد فى بيئتنا ما يصلح مثالا لشرح وفهم موضوع (التكيف) !

مؤلف مجهول!

اعتدنا فيما مضى من سنوات التعليم  أن نجد أسماء واضعى المنهج ومؤلفى الكتب المدرسية مثبتة فى الصفحة الأولى أو على الغلاف مباشرة.. الوضع مختلف فى الكتب الجديدة للصف الرابع الابتدائى.. لاأسماء مؤلفين.. فقط أسماء دور ومؤسسات مصرية وأجنبية للتأليف والنشر والطباعة.. ما فلسفة وأهداف المنهج؟.. ما الإطار التربوى والقيمى الذى تبناه؟.. ما مصفوفة (التتبع) التى استرشد بها واضعوه؟.. هل اكتفى واضعوه بـ (المعايير الدولية) فى تأليفه ــ كما دونوا فى افتتاحيته ــ أم راعوا (المعايير الوطنية والقومية) التى تحفظ الهوية وتحافظ على قيم الولاء للوطن لدى التلاميذ؟.. هل كانت هناك ضرورة للمصطلحات المعقدة التى تحدث عنها التلاميذ ومعلموهم؟.. هل من سبيل لمراجعة المنهج والملاحظات التى أبداها الخبراء والمتخصصون عليه؟.. أسئلة متعددة وكثيرة أعددناها.. وحاولنا ــ على مدار أسبوعين ــ التواصل مع مسئولى وزارة التربية والتعليم، إلا أن جميع محاولات التواصل باءت بالفشل.

مرحبا بالتطوير

الدكتور كمال مغيث الخبير التربوى أكد أنه لا أحد ضد تطوير المناهج، فهو أمر مرحب به ومطلوب بشدة لبناء الأجيال الجديدة على مفاهيم تواكب عصرها، وتستطيع أن تتعامل مع مستجداته المتسارعة، وأن يكتسب الطلاب الجدارات والمهارات التى تساعدهم على ذلك من خلال مخرجات العملية التعليمية ..ويضع مغيث يده على المشكلة الحالية وهى أن اللغط الحالى حول المناهج الجديدة، خصوصا مناهج الصف الرابع الابتدائى يعود فى جزء منه إلى عدم اتضاح معايير المنظومة الجديدة، فالحكم على أى شىء لايصح أن يتم إلا من خلال دراسة مثبتة ومكتوبة يمكن للمتخصصين أن يناقشوها ويبدوا ملاحظاتهم عليها سلبا وإيجابا وهو غير متحقق حتى الآن.

ويلفت مغيث إلى أن (التدرج) معيار تربوى لابد أن يصاحب عملية التطوير، وأن تدرس الجوانب النفسية والظروف المجتمعية عند إقرار المناهج التى قد تكون جيدة جدا، ولكن عدم مراعاة الظروف المجتمعية التى ستدرس فيها ربما يتسبب فى بعض المعاناة والشكوى.. وهو ما يمكن تلافيه بإعادة النظر فى توزيع المنهج المقرر وإفساح مساحة زمنية أكبر، خصوصا أن مقررات التيرم الثانى لم يتم توزيعها بعد وبالتالى فالفرصة ما زالت سانحة لتدارك أى ملاحظة أو شكوى.

تطبيق الأنشطة

عبير العراقى  ــ الاستشارية بوزارة التربية والتعليم حاليا وسفيرة الاتحاد العالمى لحماية الطفولة ومدير عام المراكز الاستكشافية التابعة للوزارة سابقا ــ تأخذنا إلى مساحة أوسع بترحيبها بالاهتمام الواضح والمساحة الكبيرة الممنوحة لـ (الأنشطة) فى منهج الصف الرابع الابتدائى .. وهو أمر كان مفتقدا بشدة فيما مضى.. لكن ملاحظتها تتمثل فى ضرورة الخروج من الصورة (النظرية) لهذه الأنشطة إلى واقع التطبيق والتجريب، فهذا يجعل هذه المناهج أكثر إمتاعا ورسوخا فى أذهان الطلاب.

وتؤكد العراقى أن (المراكز الاستكشافية) التابعة للوزارة والمنتشرة فى جميع محافظات الجمهورية (52 مركزا) هى فرصة وملاذ يمكن تنظيم زيارات ورحلات للطلاب إليها ليستمتعوا بممارسة الأنشطة (العلمية) بداخلها وبأيديهم فى ظل القصور الموجود فى بعض معامل الوسائط داخل بعض المدارس.

سلاسل المناهج

الدكتور أحمد الجيوشى الخبير التربوى والأستاذ بكلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة حلوان يوضح أن المتعارف عليه هو بناء الدول يتم عبر تدريس مناهجها (الوطنية) بطريقة تتابعية تكاملية منتظمة لكى تستطيع من خلالها بناء (الهوية الوطنية) لأجيالها المتعاقبة، وهى تصاغ باللغة القومية لكى تحافظ الدول والأوطان على نسقها الثقافى والتاريخى واللغوى والاجتماعى والمعرفي، ومن المتعارف عليه فى معظم دول العالم أن تبدأ (سلسلة المنهج) من الصف الأول الابتدائى وتنتهى بنهاية المرحلة الثانوية بعد ١٢ صفا دراسيا فى معظم الأحوال، كما أن معظم الدول تنتهج فلسفة الموضوعات المستقلة فى مقررات منفصلة كالرياضيات والعلوم واللغة وغيرها من الصف الأول الابتدائي، ويتطور محتوى تلك المقررات تصاعديا بتطور عمر التلاميذ والطلاب عاما بعد آخر.

ويلفت الجيوشى إلى أن تجربة (المناهج الدولية) التى تعتمدها الوزارة حاليا (تجربة وليدة) لم يتم تطبيقها سوى فى نحو ألفى مدرسة فقط على مستوى العالم، وأهمها نوعان: أولهما (المناهج الابتدائية الدولية) وتطبق فى المرحلة الابتدائية وتقوم على فلسفة الموضوعات المدمجة فى وحدات دراسية متكاملة حيث تتداخل فيها الرياضيات مع العلوم وغيرها داخل الوحدة الدراسية أى فى كتاب واحد .. وثانيهما (مناهج كمبريدج الدولية) التى تقوم على فكرة الموضوعات والمقررات المنفصلة غير المدمجة أى كل مادة دراسية فى كتاب مستقل خاص بها .. ويوضح أن وزارة التربية والتعليم فى منظومتها التعليمية الجديدة،  تبنت فلسفة (المناهج الابتدائية الدولية) التى تجمع عدة مواد مثل الرياضيات والعلوم والجغرافيا فى كتاب واحد متعدد التخصصات، أو ما اتفقت الوزارة والمعلمون وأولياء الأمور على تسميته (الباقة).. وطبقت هذه الفلسفة على تلاميذ الصفوف الأولى من رياض الأطفال وحتى الصف الثالث الابتدائى .. كما قررت أن يكون ذلك بدون (اختبارات) نهائيا.

يضيف الجيوشى : مع بدء تطبيق المنظومة الجديدة على (مناهج) الصف الرابع الابتدائى انتقلت الوزارة فجأة وبلا مقدمات وبصورة حادة  إلى فلسفة (مناهج كمبريدج الدولية) أى الموضوعات المنفصلة لكل مادة فى كتاب منفصل، لنجد 13 مادة ومقررا منفصلا إلى جانب أنشطة «التوكاتسو».. فضلا عن الانتقال الحاد كذلك من فلسفة (عدم وجود امتحانات نهائيا) حتى الصف الثالث الابتدائى إلى فلسفة ( 6 امتحانات فى العام لكل مادة من المواد الـ 13) لطلاب الصف الرابع الابتدائى.. وهذا هو السبب الرئيسى للشعور بـ (الصدمة) الذى واجه المعلمين والتلاميذ وأولياء أمورهم فور اطلاعهم على المنهج الجديد ..ويقول إن المشكلة ليست فى الانتقال فى حد ذاته وإنما فى حجم هذا الانتقال وغزارة الموضوعات وعدد الامتحانات .. فالتدرج مطلوب بشدة وليس الانتقال من النقيض إلى النقيض فى هذه السن الصغيرة.

ولتقريب الصورة أكثر وكمثال يوضح رؤيته، يستعرض الجيوشى منهج كتاب (الرياضيات) للصف الرابع الابتدائى الصادر عن وزارة التربية والتعليم ومؤسسة ديسكفرى التعليمية، ويعقد مقارنة له مع بعض السلاسل الدولية (سلسلة كمبريدج سواء الإنجليزية أو المترجمة بسلطنة عمان) والمناهج الوطنية لبعض الدول (انجلترا وكندا وماليزيا والإمارات) لذات المنهج والصف الدراسي.. فيوضح أنه من حيث الحجم والكم فإن إجمالى عدد صفحات الكتاب المصرى يبلغ ٣٩٢ صفحة، فى حين لا يتجاوز عدد صفحات الكتب المناظرة فى السلاسل العالمية والمناهج الوطنية نصف هذا العدد، حيث يبلغ فى سلسلة كمبريدج المناظرة 140 صفحة فقط، وفى السلسلة المترجمة للعربية بسلطنة عمان ١٦٤ صفحة.

ومن حيث (المحتوى) يؤكد أن العناوين المستهدفة واحدة، ولكن توجد فروق جوهرية فالكتاب المصرى يتناول (الأعداد) بلا سقف حتى أن بعض الأعداد للنمل كتبت بصيغة «المليون مليار» (واحد وأمامه ١٥ صفرا)!!  وتكرر ذلك فى معظم التدريبات الواردة بالكتاب، فى حين أن السلاسل العالمية والمناهج الوطنية المماثلة لايزيد على الأعداد التى تتكون من ٤ أرقام فقط!!


رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق