هناك حالة من الإحساس بالوحشة تجتاح الناس هذه الأيام وهناك أسباب كثيرة تبرر تلك المشاعر.. لاشك أن العزلة التى يعيشها الإنسان تشعره بأن الأشياء صغرت والأماكن ضاقت والمشاعر غابت.. لقد حملت كورونا للإنسان مخاوف كثيرة هناك مخاوف كان الإنسان قد اعتاد عليها ولكن المخاوف من كورونا شىء مختلف.. إنها مخاوف الوحدة والانتظار والإحساس بنهاية الأشياء..انها ليست خوفا من الموت لأنه إحساس قديم وليس جديدا على الإنسان أن يخاف من الموت.
إن كورونا تركت إحساسا بالفقد أن تفقد عزيزا.. وفى ليالى الشتاء الطويلة يتخيل الإنسان برودة الجو وبرودة الإحساس والشوارع المغلقة والبيوت الغارقة وعلى الأبواب يقف شبح ينتظر الناس اسمه كورونا يدق الأبواب ويقتحم الصمت ويسرق من الناس النوم والسكينة..شتاء هذا العام طويل وثقيل ويصعب على الإنسان أن يهرب منه او يتمرد عليه لأن على الباب أشياء كثيرة تمنعه.. أنصحك فى هذه الأيام الموحشة والشتاء البارد الطويل أن تعود لنفسك ليس من باب الأنانية والهروب إلى الذات ولكن من باب الحب.. فى أحيان كثيرة نحن فى حاجة أن نحب أنفسنا لقد عشت عمرك من اجل الآخرين تعطى وتسامح وتتفانى فى إسعادهم.. ارجوك حاول أن تسعد نفسك وأنت تجلس وحيدا لا تخف من كورونا ما دمت بعيدا عن الوباء ولا تخف من البرد ولياليه الطويلة قليل من الدفء يكفى وقليل من الحرص يكفى وقليل من الحوار مع نفسك يغنيك عن تفاهات الآخرين.. إن أمامنا شتاء قادم وحولنا أشباح لا نعرف متى ترحل ونتخلص منها وأمامنا نماذج من البشر اعتادوا على القبح والتضليل والتحايل.. أنت أمامك فرصة أن تتخلص من أشياء كثيرة جاء الوقت أن تستريح منها إذا كنت تستطيع أن تسعد نفسك لحظة واحدة فى هذه الأيام أرجوك لا تفرط فيها.. فى زمان ما تصبح السعادة حلما بعيد المنال وتصبح الحكمة ضلالا فى ضلال ويصبح القبح سيدا وترحل أسراب الجمال، اجلس فى بيتك واستعد ذكريات عمر أسعدتك ولا تسمع صخب زمان مجنون.. اجلس فى بيتك حتى لو كان الشتاء طويلا اسمع اغنية جميلة وتذكر وجوها أحبتك وأخلصت لك..الوحدة موحشة ثقيلة ولكن لكل شتاء نهاية.
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: