رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
العفاريت فى القرن الـ21

كان يمكن إنقاذ هذه العروس، التى كانت كل تصرفاتها تؤكد أنها مضطربة نفسياً، لو أن زوجها وأهلها، وفقاً للحد الأدنى من الإدراك، عرضوها على طبيب نفسى ليعالج شكواها من أنها تسمع أصواتاً غريبة لا يسمعها غيرها، وترى أشباحاً يتحركون فى المنزل ولا يراهم غيرها، وأنها، وفقاً لأقوال زوجها، كانت تبكى باستمرار إذا اقترب منها، وتشعر بأنها مقيدة وأنها تكاد تختنق، حتى إن الزوج لم يدخل بها رغم مرور 3 أيام على الزواج! ولكن أهلها طلبوا من الزوج أن يحضر لها شيخاً كان توصيفه أنها (راكبها عفريت)! وقال إن هناك من عمل لها عملاً! وقرر أن يعالجها بقراءة القرآن، ورغم أن حالتها ازدادت تدهوراً، طلب أهلها من الزوج أن يستدعى الشيخ مرة أخرى، ولكنها، بعد أن تركها الزوج وحدها وذهب لإحضار الشيخ، طعنت نفسها أكثر من عشرين طعنة متفرقة فى جسمها، مع جرح ذبحى فى الرقبة! ففوجئ الزوج والشيخ عندما عادا إلى المنزل ووجداها غارقة فى دمائها، فاستسلم الزوج أخيراً إلى وجوب التعامل مع طبيب، فنقلها إلى المستشفى، ولكن بعد فوات الأوان، حيث حاول الأطباء إنقاذها، فأفاقت من غيبوبتها بعد عدة أيام وحكت كل التفاصيل، وقالت إنها كانت تعيش فى جحيم طوال الأيام الثلاثة، ثم تُوفِّيَت بعد عشرين يوماً متأثرة بجروحها!! وهو ما صار حديث مدينة الجمالية فى محافظة الدقهلية، حيث وقعت المأساة.

الآن، وبعدما حدث، ومع تفشى الحالات المماثلة فى طول البلاد وعرضها، ألا ينبغى التصدى لما يتسبب فيها من خرافة وشعوذة، بما يؤدى إلى الوفاة، ويعانى ضحاياها ــ الذين لم يُتَوفُّوا ــ من عذابات رهيبة، ولا أمل لهم فى تخفيف معاناتهم إلا باللجوء إلى العلم الذى يمثله الأطباء؟ ومع التسليم بأن نشر العلم عملية معقدة تستغرق زمناً، ولن يستفيد من نتائجها إلا أجيال قادمة، ألا ينبغى حالياً مواجهة المشعوذين، ليس فقط بمحاكمتهم وإنزال أقصى عقاب بهم، ولكن أيضاً من الجهات التى يعلنون انتسابهم إليها فى الترويج لأنفسهم لتحقيق مكاسب مادية دون اكتراث بالكوارث؟!

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: