رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
زيارة إلى التاريخ!

الصدفة وحدها هى التى صنعت هذه الزيارة الفريدة لجزء بالغ الأهمية من تاريخ مصر الحديث قبل أيام عندما وجدتنى مشدودا دون سابق ترتيب لزيارة مسجد محمد على باشا فى القلعة حيث يرقد جثمان الرجل الذى لا يختلف محبوه وكارهوه على أنه مؤسس مصر الحديثة.

والحقيقة أنه رغم مرور 172 عاما على وفاة محمد على باشا عن عمر يناهز 80 عاما فإن ذكراه مازالت حية فى ذاكرة المصريين الذين وقف أجدادهم بكل قوة إلى جواره رغم أنه لم يكن مصريا وهو يخوض فى بداية فترة حكمه لمصر حربا شرسة لتخليص البلاد من سطوة وبطش حكم المماليك.

ومهما قيل عن تخبط وتضارب سياساته الخارجية التى استهلها بدفع الجيش المصرى الذى كان له فضل إنشائه لكى يخوض حروبا بالوكالة نيابة عن الدولة العثمانية التى أجلسته على عرش مصر حيث طارد الوهابيين فى الجزيرة العربية «السعودية الآن» واشتبك بشراسة مع الثوار اليونانيين الرافضين للحكم العثمانى فى «المورة» قبل أن ينقلب على الدولة العثمانية ذاتها ويهاجم جيوشها فى الشام والأناضول ويلحق بها هزائم فادحة كادت تؤدى إلى سقوط الدولة العثمانية لولا أن الدول الأوروبية رأت فى ذلك خطرا عليها يهدد مصالحها فتصدت له وأوقفت تقدم الجيش المصرى وأرغمته على التنازل عن كافة الأراضى التى سيطر عليها فى الشام والأناضول!

وقد تكون الظروف والأقدار هى التى ساعدت محمد على باشا على اعتلاء حكم مصر عام 1805 وكان عمره وقتها 36 عاما فقط لكن الفضل الأكبر فى ذلك كان للأعيان ووجهاء مصر الذين بايعوه ليكون واليا على مصر فى إطار الثورة الشعبية المتصاعدة على سلفه خورشيد باشا الذى لم يكمل عاما واحدا فى حكم مصر ولم يستطع أن يحظى برضا وحب المصريين شأنه شأن من سبقوه من الولاة وكان للزعيم الوطنى عمر مكرم دور بارز فى حشد المصريين ضد مظالم الأمراء المماليك واستبدادهم الملعون!

وإذا كان محمد على هو أطول حاكم أدار شئون مصر لمدة 43 عاما متصلة فإن أسرته حكمت مصر لنحو 150 عاما حتى قامت ثورة 23 يوليو عام 1952.. وللإنصاف فإن محمد على أسس أول نظام اقتصادى حديث وأنشأ أطول شبكة للرى والقناطر على النيل، وحقق اكتفاء ذاتيا من الغذاء لأربعة ملايين هم إجمالى سكان مصر آنذاك!

وليس معنى ما قلته فى السطور السالفة أننى أترحم مثل المتباكين الجدد على العصر الملكى، وإنما أنا – وبحمد الله – ضمن غالبية المصريين الذين حلموا بسقوط الملكية الوراثية كأحد أهم إنجازات ثورة 23 يوليو عام 1952 والتى برغم أخطاء كثيرة وعقبات متعددة واجهتها فإنها أنجزت للمصريين أضعاف أضعاف ما يتغنى به حاليا المتباكون الجدد على عصر الملكية... والمهم أن نجدد قراءة التاريخ بحيادية وبالفهم الكامل والعميق لظروف كل عصر وموازين القوى خلاله!

خير الكلام:

 لو غابت المحسوبية لاستقامت البشرية!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: