هوامش حرة
الفن فى صفحة الحوادث

تراجعت أخبار وقصص الفنانين من الصفحات الفنية وتسللت إلى صفحات الحوادث .. وبعد أن كان الحديث عن فيلم جديد أو أغنية أو مسلسل أصبحت الشتائم والاتهامات والصور العارية حديث الناس وجلسات النميمة.. والشيء المؤسف أن خلافات بعض الفنانين تحولت إلى مسلسلات فى الردح والتجاوز.. فى تقديرى أن هذا نوع من الإفلاس.. وحين غاب الفن الحقيقى سادت لغة هابطة فى الحوار.. وقد شجعت مواقع التواصل الاجتماعى هذه التجاوزات .. بل إن غياب أخبار الفن فتح المجال أمام أخبار شاذة وخلافات لا تليق بمن يشكلون وجدان الناس وأخلاقهم .. لقد أصبحت أخبار الطلاق والانفصال بين الفنانين وجبة يومية فى كل وسائل الإعلام ومع الطلاق قصص وحكايات.. إن الحديث عن الفساتين العارية أهم من الفن ومستوى الأداء فيه وتتسابق وسائل التواصل الاجتماعى فى نشر صور الفساتين وأيها كان أكثر عريا .. يجب أن تعود أخبار الفنانين إلى صفحات الفن وأن يكون الحديث عن الأفلام والمسلسلات والأغانى.. إن الفن المصرى جزء من تاريخ مصر ودورها وليس المهم من طلق ومن تزوج ولكن المهم ماذا قدم من الإبداع الراقى والفن الأصيل .. إن الأخبار الغريبة لا تهم أحدا عن حياة الفنان ولكن الذى يعنى الناس هو فنه وإبداعه.. لا أدرى كيف نوقف وسائل التواصل الاجتماعى عن هذا السباق فى نشر الأخبار السيئة عن نجوم الفن فى مصر وان تهتم بأخبار الفن وليس تجاوزات الفنانين .. فى زمان مضى كان للفن قدسيته وكان الفنانون يتزوجون ويطلقون بعيدا عن الإعلام لأن الحياة الخاصة ملك للفنان .. إن وسائل الإعلام العربية تتنافس فى نشر التجاوزات بين نجوم الفن المصرى وهذه أشياء تسيء لتاريخ طويل من الإبداع والتميز فى ثقافة مصر وريادتها .. كثير مما ينشر الآن عن فنانى مصر إساءة كبيرة ويجب أن نوقف مسلسل التجاوزات والشتائم التى وصلت إلى درجة الإهانة .. إن الفنان لا بد أن يكون حريصا على صورته فى المجتمع وأمام الناس لقد كان تاريخ الفن المصرى نموذجا فى الرقى والتميز.