1ـ فى رأيى أن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بإلغاء حالة الطوارئ ألقى ضوءا كاشفا وباهرا على مرتكزات السياسة المصرية التى تؤكد يوما بعد يوم وبسلسلة متصلة من الأدلة التى لا تحتمل التأويل أن محركها الأساسى ليس مغازلة الناس بالشعارات الرنانة من أجل دغدغة مشاعرهم وإنما يحركها الأهداف العظيمة التى ينبغى بلوغها عندما تتهيأ الظروف الملائمة.
إن قرار الرئيس السيسى بصرف النظر من تأثيره الكبير على المشهد المصرى سياسيا واجتماعيا واقتصاديا قد حمل فى طياته وقودا إضافيا لإنعاش المسيرة الديمقراطية من جديد وتوفير الدعم اللازم لاستراتيجية حقوق الإنسان وبما يكسب حراك المجتمع المدنى قوة ويقينا فى المرحلة المقبلة.
ولا شك فى أن قرار السيسى أكد فى حقيقة أمره حسبما ذكر الرئيس فى تغريدته المبشرة بأنه تطور طبيعى بعد أن تمكن المصريون من تأكيد قدرتهم على صنع وترسيخ الاستقرار بعد النجاح فى هزيمة قوى التطرف والإرهاب المعادية للحياة التى أعاقت هذا التطور لبعض الوقت دون أن تعى القوة الكامنة فى جوف هذا الشعب وما أثبته على طول التاريخ من عبور المواقع وتحطيم السدود واقتحام الطرق والمسالك التى تصل به إلى الأهداف النبيلة والمرجوة.
إن هذا القرار التاريخى الذى أثلج صدور المصريين لم يكن له أن يولد وأن يرى النور لولا بسالة وتضحيات القوات المسلحة ورجال الشرطة فى ملاحقة وتصفية أوكار الإرهابيين بعد أن خاضوا معارك شرسة وضارية أظهروا فيها شجاعتهم بكل أشكالها وأنواعها وهم متسلحون بشجاعة المسئولية وشجاعة الإيمان بحق هذا الشعب فى أن يعيش حياة آمنة ومستقرة.
وعلينا أن نضع فى اعتبارنا أننا شرعنا منذ سنوات قليلة فى صنع تجربة فريدة ورائدة ولابد أن يكون واضحا فى أذهاننا أنه لا عودة إلى الوراء ولا مجال للمصالحة أو المهادنة مع قوى التطرف والإرهاب لأن أفكارها ومخططاتها ومرجعياتها تتصادم مع الحلم المشروع الذى تقوم عليه ركائز التجربة الفريدة للجمهورية الجديدة.
وإذا كانت التحية المصحوبة بوافر التقدير أمرا واجبا ومستحقا للرجل الذى اتخذ هذا القرار رغم المحيط الإقليمى الهائج والمضطرب فإن علينا- كشعب ومجتمع مدنى – أن نحيى هذا القرار وأن نضمن عدم الارتداد عنه مرة أخرى بمزيد من الفهم والوعى لحماية الخط الفاصل بين الحرية والفوضى مستلهمين فى ذلك كل الدروس المستفادة من السنوات العجاف التى شهدت أخبث عمليات الخلط والتلفيق باستخدام سيئ لشماعة الحرية مما أدى إلى ضياع الأحلام العظيمة وتحولها إلى أوهام ضائعة بفاتورة ثقيلة كلفتنا الكثير والكثير!
وغدا نستكمل الحديث
خير الكلام:
<< ليس هناك ما يضمن دوام الحرية سوى دوام الوعى!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: