رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
مفاجأة خارج التوقعات !

20 - لم يعد هناك أدنى شك بعد مرور 48 عاما على حرب أكتوبر المجيدة أن مصر – وعلى عكس كافة التقديرات الدولية آنذاك – نجحت فى صنع مفاجأة استراتيجية وتكتيكية لم تصب إسرائيل وحدها بالصدمة وإنما أصابت الكثيرين – خصوصا أصدقاء إسرائيل – بالدهشة والاستغراب من حدوث هذه المفاجأة ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1973.

لم يكن أحد فى ذلك الوقت وبعد 6 سنوات فقط من نكسة يونيو عام 1967 يتخيل أن يكون بمقدور مصر أن تقدم على قرار الحرب وقبول التحدى لإسرائيل التى كانت تصنف عالميا بأنها تملك واحدا من أرقى الجيوش تدريبا وتستند إلى ترسانة هائلة من الأسلحة المتقدمة التى لا تتوافر لدول كبرى بما فيها دول داخل منظومة حلف الأطلنطى.

وقد أتاحت لى الظروف أن أحضر بعض جلسات استجواب الأسرى الإسرائيليين كما أننى كنت مرافقا للعقيد عساف ياجورى عميد أسراهم خلال جولة واسعة للتعرف على معالم القاهرة وكان الانطباع الذى دونته فى أوراقى من أقوال معظم الأسرى أن المفاجأة الكبرى التى لم يتحسبوا لها كانت فى الجندى المصرى الذى رأوه فى الميدان على عكس الصورة التى رسمتها لهم قيادتهم... لقد واجهنا – على حد تعبير عساف ياجورى – نوعية فريدة من المقاتلين الذين يجيدون استخدام السلاح الذى يحملونه ويمتلكون إلى جانب الجرأة والشجاعة والإقدام فكرا تكتيكيا فى الميدان يجعلهم قادرين باستمرار على خفة الحركة والمناورة ومواجهة المواقف الطارئة.

وهنا تحضرنى قصة الإبداع التى رواها لى لواء كيميائى متقاعد / محمد عوض عن أصعب فترة فى الحرب أثناء الثغرة عندما تعذر وصول الخبز الجاهز للجنود مما يستدعى البحث عن مياه لعجن الدقيق وهى شحيحة مع المخاطرة باستخدام وقود الدبابات والعربات لتشغيل الأفران فولدت فكرة استخدام مياه القناة فى العجين واستخدام فلنكات السكك الحديدية التى استخدمت فى بناء خط بارليف كوقود لأفران تم تصنيعها من البراميل الفارغة وقد أثنى المشير أحمد بدوى على المشروع وطلب من القيادة العامة تعميمه على باقى القطاعات وليس الجيش الثالث فقط!

وفى أغلب الشهادات التوثيقية التى أدلى بها قادة إسرائيل العسكريون عن حرب أكتوبر يوجد ما يشبه الاتفاق بينهم على أن إسرائيل أخطأت خطأ فادحا فى حساباتها الاستراتيجية واستندت إلى الحساب الرقمى الذى يمنحها تفوقا فى أعداد ونوعية الأسلحة مثل الدبابات والطائرات التى تتفوق على نوعية السلاح الروسى الذى يستخدمه المصريون بينما غاب العنصر الأهم الذى صنع المفاجأة وأحدث الصدمة وهو المقاتل المصرى الجديد الذى كان قد اكتسب خبرة واستوعب دروسا من حرب الاستنزاف.

والحقيقة أن المقصود بالمقاتل المصرى ليس فقط قوات العبور التى اقتحمت القناة ونسور الجو الذين وجهوا الضربة الأولى مع وحوش المدفعية والصاعقة وإنما المعنى هو كل من شارك فى التخطيط والتدريب والاستعداد وبناء شبكة الخداع... وتلك حكايات لا يتسع لها المجال.

وغدا حديث جديد

 

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: