رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
فنانون ضد حرية الإبداع

زادت التهديدات على حرية الإبداع، والغريب أن تأتى هذه المرة من بعض نجوم الفن، بما يُخشى معه أن يتراجع مُناخ وظروف الإبداع عن الخطوات الإيجابية التى تتحقق ببطء عبر سنوات، بتمرير بعض مطالب أجيال متعاقِبة من الفنانين والأدباء والمفكرين وأنصار الحريات، وخاصة فى تصويب وتطوير مفاهيم الرقابة التى نشأت تاريخياً على التعامل مع الأعمال الإبداعية بمعايير خارجة عن شروط ورخص الإبداع ومرامى المبدعين، بمنطق يفرض أحكاماً قد لا يكون للإبداع أى صلة بها، ووصل الأمر إلى مصادرة بعض الأعمال بوصمها بمثل أنها خارجة على الأخلاق العامة أو أنها تهدد الاستقرار الوطنى أو أنها تسىء إلى سُمعة مصر. وبرغم أن هذه التهمة الأخيرة بالذات، كانت من أكبر أسباب معاناة المبدعين فقد كانت، ولا تزال، تنال سخريتهم. وكان غريباً أن تأتى هذه التهمة على لسان بعض الفنانين متصورين أنها أقوى حجة ضد فيلم (ريش) فى مهرجان الجونة الأحد الماضى!!

الحقيقة أن هذا الموقف ضد الفيلم، وبهذه الطريقة، هو الذى يسىء إلى سُمعة مصر، ليس لاعتراضه على الفيلم، فمن حق أى أحد أن يعترض على أى فيلم وأن ينتقده بكل قوة، فى مقال أو ندوة، أو بأى أسلوب لا يجحد حرية الفنان، ولا يعتمد التهييج والمنظرة. ولا بأس من التذكرة بفيلم (الكيت كات)، الذى يمكن الاعتراض عليه لأنه أيضاً يعرض مشاهد الفقر المؤلم، وهو الذى شارك فيه شريف منير، الذى بادر بالهجوم على فيلم (ريش)، بكلام كثير ليس له علاقة بالفن ولا بالنقد مثلما قال إن ما يحركه هو غيرته على مصر! ومن حسن الحظ أن فيلم (الكيت كات) أفلت، وكان ولا يزال من مباهج جمهور السينما.

يُذكَر أن فيلم (ريش) هو أول فيلم مصرى يحصل على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد فى مهرجان (كان)، وقد نال أصحابه تكريماً من وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، ومن منابر إعلامية رائجة، وقد وافقت عليه الرقابة قبل تصويره، ثم قبل عرضه، ولم تر فيه ما يسئ لسمعة مصر!

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: