هوامش حرة
بين المكان والزمان والبشر

تبقى ثلاثية الحياة تدور فى فلك المكان والزمان والبشر.. والمكان بدون البشر سكون قاتل والبشر بدون المكان ضياع والزمان بدون الاثنين فراغ.

إن الإنسان هو الذى يملأ المكان وهو الذى يعبر الزمن وبدون الإنسان لا قيمة لمكان أو زمان.. إن هناك ارتباطا وثيقا بين هذه الثلاثية لأن عناصرها تتكامل وربما تتوحد وتندمج فيصبح الإنسان جزءاً من المكان ويصبح الزمان سيداً على الجميع وأنت لا تختار المكان ولا تختار البشر ولا تملك أن تحدد الزمان.. إن المكان هو الوطن والأرض والتراب ونحن لا نختار دائما أوطاننا ربما ورثنا الحياة فيها وربما فرضتها الأقدار علينا وفى كل الحالات نحبها، وحب الأوطان ليس اختيارا ولكنه قدر مرسوم.. والإنسان يموت دفاعا عن وطن ولا يرضى له البيع والشراء ولا يقبل له هوان العيش وذل الحاجة.. أحيانا يتوحد الإنسان مع التراب يصبح الحياة والمصير والقدر يصبح الحياة والموت معا أما البشر فهم سر هذا الكون والأرض بدون البشر خرائب والبشر بدون الأرض ضياع، وفى الأرض أسرار كثيرة والبشر أغلى أسرارها لأنهم صناع الحياة أما الزمن فنحن لا نملك فيه شيئا.. أنت لا تستطيع أن تحدد ثلاث محطات فى حياتك رغم أنها أهم الأشياء فيها أنت لا تعرف مولدك ولا تعرف موتك ولا تعرف حظك.. ثلاثية غامضة أنت لا تعرف فى أى ارض ولدت وفى أى الأماكن عشت ولا أى تراب احتوى جسدك، هذه هى المعادلة الغامضة التى جمعت أسرار هذا الكون ارض وزمان وإنسان والغريب أن الإنسان يتصور انه فك طلاسمها وعرف أسرارها ثم اكتشف أن ما عرف جزء من الحقيقة فلا العلم أدرك سر الأشياء ولا الأرض أفصحت عن كل شيء فيها وأنت حائر بين وطن أحببته ولم يبادلك حبا بحب وأيام تعيشها ولا تملك أن تمد ساعة منها وبشر شاركتهم مشوار الحياة ورأيتهم وجوها ولم تعرف أسرار قلوبهم ومن أحب ومن كره ثم تكتشف ان الصفقة كانت خاسرة، لا تندم لأنك لم تعرف الحقيقة ولكن الندم انك عرفت بعد فوات الأوان لا تندم.