رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
كراسة الفريق الشاذلى!

12 - من بين أهم أسباب النجاح وبلوغ الهدف المنشود في عبور قناة السويس ورفع العلم المصري علي الضفة الشرقية للقناة بعد اجتياز الساتر الترابي الرهيب وتحطيم خط بارليف المنيع والاستيلاء عليه وقتل وأسر ما به من ضباط وجنود في الساعات الأولي من حرب أكتوبر عام 1973 أن القوات المصرية ذهبت إلي مهمتها المقدسة وهي مسلحة بتعبئة نفسية تتوازي بل وربما تزيد عن التعبئة القتالية بالتدريب والتخطيط وحسن استخدام السلاح المتاح.

لقد ذهب الرجال إلي مهمتهم المقدسة مستندين إلي تعبئة معنوية ونفسية عالية قامت عليها العديد من الهيئات المعنية في رئاسة الأركان المصرية والتي استحدث فيها إلي جانب الشئون المعنوية إدارة مستقلة للحرب النفسية تحت إشراف اللواء فاروق العزيزي وعلي مدي 12 شهرا سبقت ساعة الصفر جرت أوسع عملية اتصال وتواصل مع المقاتلين الذين كانوا معرضين لمضاعفات متزايدة لما يسمي في العلوم العسكرية «مرض الخنادق» بعد أن طالت فترة الصمت والسكون العسكري مع توقف هدير المدافع علي الجبهة منذ يوم 8 أغسطس عام 1970 وفق ترتيبات المبادرة الأمريكية التي حققنا في ظلها أهم إنجاز عسكري وهو تحريك حائط الصواريخ المضادة للطائرات إلي قرب حافة القناة لتأمين قوات العبور عندما تحين اللحظة المنتظرة وتتحدد ساعة الصفر.

كانت كراسة التعبئة النفسية التي أشرف علي تنفيذها الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان بدعم مباشر وصريح من الفريق أول أحمد إسماعيل علي وزير الحربية ترتكز في المقام الأول إلي تعميق الإحساس لدي كافة التشكيلات بأنه لا مفر من القتال الذي هو السبيل الوحيد لتغيير الأمر الواقع الذي فرضته علينا نتائج معارك يونيو عام 1967 وقد أثبتت لنا حرب الاستنزاف أن هذا الهدف ليس بالأمر المستحيل بعد أن يمتلك المقاتلون ثقة كاملة في سلاحهم وطبقا للمقولة الأثيرة لوزير الحربية وقتها فإنه قد آن الأوان لتغيير المفهوم القديم بأن الرجل بالسلاح لكي يصبح «السلاح بالرجل» ولنا في واقعة نجاح طائرة مصرية ذات إمكانيات محدودة من طراز ميج 17 في إسقاط أحدث طائرة في الترسانة الأمريكية من طراز فانتوم كان قد تم تزويد إسرائيل بها خلال ذروة الاشتباكات في حرب الاستنزاف في شهر يونيو عام 1970 خير دليل علي أن السلاح بالرجل وليس الرجل بالسلاح.

وأظن أن كراسة التعبئة النفسية قد لعبت دورا هائلا في جدية وحماس المقاتلين في تدريبات وبروفات العبور عند ترعة الخطاطبة قبل أشهر من الذهاب إلي اليوم الموعود في الساعة الثانية وخمس دقائق ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1973.

وغدا حديث جديد

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: