رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
عبرنا الهزيمة!

10 - لا يمكن الحديث عن اللحظة الموعودة فى اليوم الموعود لعبور كل موانع الخوف واليأس والإحباط وفقدان الأمل ظهر يوم السادس من أكتوبر عام 1973 دون إلقاء نظرة على المشهد المصرى بعد صدمة النكسة والهزيمة فى يونيو عام 1967.

إن ما جرى وأذهل العالم كله فى حرب أكتوبر عام 1973 ولم يتوقعه أحد صديقا كان أم عدوا كان ثمرة جهد خرافى بذلته مصر بسخاء من أجل إعادة بناء قواتها المسلحة وبالتوازى مع جهد خرافى فى الساحتين السياسية والنفسية لمحو الشعور بالعجز عن حماية الوطن والحفاظ على سلامة ووحدة أراضيه فى ظل حرب نفسية شرسة أدارها أعداء الأمة ببراعة وشارك للأسف الشديد فيها – بوعى أو عن غير وعى – بعض الأشقاء الذين انزلق بعضهم إلى معايرة مصر والسخرية من جيشها!

وليس من شك فى أن سنوات حرب الاستنزاف كان لها الفضل الأكبر فى التجهيز والاستعداد القتالى ورفع الكفاءة التدريبية واستيعاب الأسلحة التكنولوجية الحديثة التى تؤهلنا لقبول التحدى فى اللحظة الموعودة عندما يجيء اليوم الموعود مثلما كان لها الفضل أيضا فى استعادة الثقة بالنفس والذات وبلوغ اليقين على أرض الميدان بأنه لا صحة للأسطورة التى تروج لها إسرائيل بأنها تملك جيشا يستعصى على الهزيمة لأنه فى كل المواجهات المباشرة خلال حرب الاستنزاف كانت الغلبة للجندى والمقاتل المصرى بامتياز.

إن علينا أن نتذكر كيف كان الاستعداد رهيبا والتخطيط دقيقا وكيف كانت الجسارة مع الكفاءة عنوانا للسيمفونية الرائعة ظهر يوم السادس من أكتوبر حيث تزامنت وتناغمت ضربة الطيران الرئيسية الأولى مع القصف المدفعى الرهيب والكثيف على طول امتداد الجبهة لتسهيل مهمة الاقتحام لخط بارليف بعد عبور القناة بالقوارب المطاطية لأفراد المشاة ونجاح سلاح المهندسين العسكريين فى إقامة الجسور التى تمكن الدبابات والعربات المصفحة من العبور إلى الضفة الشرقية للقناة.

ويا لها من معجزة إنسانية أحاطتها العناية الربانية متمثلة فى تنفيذ كافة المهام بخسائر تقل كثيرا عما كنا نتوقعه، بينما تكبد الإسرائيليون خسائر بأكثر مما توقعوا... وهكذا أدرك العالم كله أن تغييرا جذريا حدث فى موازين القوى بالشرق الأوسط وأن ما بعد 6 أكتوبر يختلف تماما عما كان قبل 6 أكتوبر.

وما أعظم مقولة أديب مصر الكبير الراحل العظيم توفيق الحكيم «عبرنا الهزيمة» والتى زينت صدر الصفحة الأولى للأهرام بعد يومين من بدء الحرب عنوانا لمقال كتبه الرجل لكى يعبر فيه عن فرحته وفرحة المصريين والعرب بمعجزة العبور الكبير.

وبعد غد السبت حديث جديد

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: