رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
رسالة من خط النار!

5 - كانت لفتة رائعة من الرئيس السيسى عندما لمح الفريق عبد رب النبى حافظ رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق خلال المنتدى الحوارى للندوة التثقيفية للقوات المسلحة قبل أيام فتوجه إليه مصافحا ومحييا وقد رأى فيها المصريون وبالذات الجيل الذى عاصر حرب أكتوبر لأنها تعتبر لقطة الذكرى 48 لحرب أكتوبر حيث كان الفريق عبد رب النبى حافظ أحد أبطالها العظام كقائد للفرقة 16 مشاة إحدى الفرق الخمس الرئيسية التى عبرت القناة يوم 6 أكتوبر عام 1973.

إن لفتة السيسى كانت تكريما عظيما لكل أفراد الفرقة 16 مشاة الذين سجلوا ملحمة بطولية رائعة فى التصدى للمغامرة الإسرائيلية التى اصطلح على تسميتها ثغرة الدفرسوار والتى لجأت إليها إسرائيل مستغلة تعثر عملية تطوير الهجوم المصرى شرقا يوم 14 أكتوبر والذى شهد ما سمى بأضخم معارك الدبابات فى العصر الحديث.

لقد صمدت الفرقة 16 مشاة بكل ألويتها وكتائبها بعد تعثر خطة تطوير الهجوم شرقا لضربات مدرعة من ثلاثة لواءات مدرعة ولواء مشاة ميكانيكى ومظلات مما دعا الفريق عبد رب النبى حافظ إلى كتابة تقدير موقف ميدانى عاجل بعث به كرسالة عاجلة من خط النار إلى قيادة الجيش قال فيها: «لا وجه للمقارنة بين حجم قواتى وحجم وقوات العدو.. سنقاتل حتى الموت» وأضاف فى تقريره إشادة بقدرة رجال الفرقة 16 على إجبار القوات الإسرائيلية على تغيير تكتيكها العسكرى الثابت منذ حرب عام 1948 قائلا: «لقد أجبرناهم على استخدام لواء مظلات فى هجوم أرضى بعد فشل هجماتهم المدرعة علينا».. وتعد هذه الرسالة من بين أهم وثائق حرب أكتوبر المحفوظة حتى الآن فى سجلات القوات المسلحة.

إن لفتة السيسى كانت تكريما وتقديرا لرجل استطاع مع ضباطه وجنوده الأبطال أن يلحقوا بإسرائيل أضخم نسبة خسائر بشرية فى تاريخ إسرائيل العسكرى مما أدى إلى نشوب خلاف رهيب بين الجنرال حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلى والمغامر أرئيل شارون حيث أصدر بارليف بيانا رسميا غير مألوف فى الثقافة العسكرية الإسرائيلية قال فيه: «إن شارون خالف عقيدة مهمة من عقائد الحرب الإسرائيلية وهى أن تكون الخسائر البشرية فى أقل حد ممكن.. وقد دفعنا خسائر كثيرة فى عملية شارون وكان ذلك ضد عقائدنا».

وما أكثر الحكايات والروايات عن الفريق عبد رب النبى حافظ وبطولات رجال الفرقة 16 مشاة فى ملحمتى العبور والصمود.. ومن ثم فالتحية واجبة له ولرجاله والتحية الأكبر للرئيس السيسى الذى يعبر عن أصالة مصر وعرفانها بالجميل تجاه كل من يضحى من أجلها بشرف وعمق انتماء.

وإذا كان الفريق عبد رب النبى حافظ يستحق التكريم كقائد فذ ومقاتل شجاع فإن الجوانب الإنسانية فى شخصيته شيء عظيم وما أكثر المواقف التى كان يرويها لنا عنه صديقه الحميم المرحوم اللواء عاصم إمام مدير عام نادى الزمالك الأسبق أيام الزمن الجميل للزمالك.. وأتمنى أن تتهيأ لى الظروف فى وقت قريب للكتابة عن الجوانب الإنسانية الرفيعة التى لايعلمها الكثيرون عن فرسان وأبطال حرب أكتوبر المجيدة.

وغدا حديث جديد

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: