رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
الرئيس والوزير.. والسر المكتوم!

3 - كانت عملية استخلاص الدروس من نكسة يونيو عام 1967 مقدمة لعملية استخلاص دروس جديدة خلال حرب الاستنزاف حتى تكون الصورة كاملة وواضحة بكل أبعادها أمام صانع القرار وفى متناول هيئة العمليات التى ستضع خطة الحرب وبما يتلاءم مع خطة الخداع على المستوى الاستراتيجى والتعبوى وفق توقيتات وجداول متوازية.

كان عامل السرية أحد أهم الدروس المستفادة التى بلغت حد عدم الإفصاح لأحد – بما فى ذلك أرفع الرتب والقيادات العسكرية - عن الموعد النهائى ليوم الحرب وساعة الصفر، حيث ظل الأمر سرا مكتوما بين الرئيس السادات والفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة إلى موعد بدء المشروع التدريبى لمناورات الخريف يوم 28 سبتمبر عام 1973 حيث أبلغ وزير الحربية قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة بالسر المكتوم جزئيا فى إطار أن العد التنازلى لعملية «بدر» قد اقترب من نهايته، طالبا عدم الإفصاح عنه لأحد سواهم!

وفى إطار السرية والكتمان جرت أبرع عملية خداع تكتيكى فى حشد القوات تحت ستار التدريب والمناورات مع بدء العد التنازلى لليوم الموعود قبل شهر كامل من ساعة الصفر وعندما استشعر الفريق سعد الشاذلى رئيس الأركان قلقا وتساؤلا من الضباط والجنود حول سر دفع قوات إلى الجبهة ثم سحب بعضها فى نهار اليوم التالى استأذن الفريق أحمد إسماعيل فى بدء الإفصاح عن خطة العمليات تدريجيا اعتبارا من الأسبوع الأخير من سبتمبر عام 1973 حيث بدأ قادة الجيوش فى إبلاغ قادة الفرق ثم قادة الألوية ثم قادة الكتائب بأن العد التنازلى قد بدأ ودون الإفصاح عن الموعد النهائي.. وخلال اجتماع الرئيس السادات يوم الجمعة 5 أكتوبر مع قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة تم التصديق على إبلاغ سائر التشكيلات بأن الحرب ستنطلق غدا السبت 6 أكتوبر وأن ساعة الصفر عند الظهر تقريبا!

كانت هذه السرية هى التى نجحت فيها مصر بامتياز لأول مرة وسقطت نهائيا مقولة: إن «مصر بلد ليس فيها سر» ولهذا وقعت المفاجأة الكاملة لإسرائيل رغم عيونها المنتشرة ضمن أوسع شبكات الجاسوسية فى المنطقة والتى بلغت حد اختراق العديد من البعثات الدبلوماسية الأجنبية فى القاهرة وتجنيد بعض أفرادها لحساب الموساد الإسرائيلى.

وأظن أنه بدون هذا الحزام المتين من السرية والكتمان لم يكن بمقدور خطة الخداع أن تحدث أثرها فى تضليل الإسرائيليين وتؤدى إلى عجزهم عن فهم ما يدور على الضفة الغربية لقناة السويس حتى لحظة انطلاق الشرارة للعملية العسكرية الشاملة «بدر» بالتنسيق مع سوريا ظهر يوم 6 أكتوبر وبعد جهد مضن فى الوصول إلى توافق بيننا وبين السوريين على ساعة الصفر.. ولكن تلك حكاية أخرى!

وغدا حديث جديد

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: