رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مجرد رأى
أيام كئيبة

لماذا هذا الشعور العام بالاكتئاب والتعب والملل والضيق، وأضيف بل والنكد؟ وهو ليس إحساسا محليا لكنه كما نشرت مجلة «تايم» الأمريكية إحساس عام فى معظم دول العالم.

ففى العادة كان من عادة الملايين ترتيب برنامج حياتهم مقدما ليس فقط لأسابيع مقبلة بل لشهور ولسنين مقبلة. مثلا العام المقبل بعد 14 شهرا سيحضرون حفلا للموسيقار الشهير «أندريه ريو» فى هولندا، فيبدأون فى حجز تذاكره وإجراءات السفر والفنادق ورحلة الذهاب والعودة ..ثم بعد عامين ستكون هناك رحلة بحرية على سفينة الركاب كذا التى تستوعب كذا ألف راكب وستبدأ رحلتها من ميناء كذا وتمر بكذا، فيبدأون إجراءات حجز مكان فى الرحلة وترتيب إجراءات السفر وحجز أماكن الطيران وكل هذا قبل عامين ومع ذلك فهم ينهون استعداداتهم مبكرا وينتظرون بشوق موعد الحفل أو الرحلة.

حتى إجازات السنة كان لها لدى الأجانب فى مختلف دول العالم ترتيباتها الخاصة التى يتم فيها تحديد أماكن الإجازة ومواعيدها وشركات الطيران والدول التى يمكن أن يمروا عليها خلال الذهاب والعودة سواء بالطيران أو السيارات.

كانت هذه التطلعات والاستعدادات تبعث روحا حماسية فى نفوس أصحابها ويبدأون حياتهم يوميا فى انتظار ما حددوه ويتطلعون إليه. ونتيجة ذلك، كان للحياة طعم جميل وكان المصرى يقابل زميله بسؤال «سمعت آخر نكتة» سواء كانت جديدة أو قديمة مضحكة أو بايخة، ولكن كان الجميع يشعرون بأن كل يوم له طعمه المختلف.

تغير كل هذا منذ ديسمبر 2019، ومضت سنة 2020 و2021، وفى الطريق سنة 2022 والحياة تقريبا لا تتغير. هناك ناس التزموا بيوتهم خوفا وتقاعدوا وهم فى أزهى سنوات الحركة والإقبال على الحياة.

اختفت الاستعدادات لأى عمل مقبل وحط النكد على العباد فى كل البلاد وحتى عندما خرجوا وسمح لهم بالذهاب إلى المطاعم خرجوا بوجوه شمعية بلا أحاسيس بلا ضحكات حقيقية أو مشاعر طبيعية، مما أدى إلى شعورهم بالتعب والملل مهما ناموا أو استراحوا.

[email protected]
لمزيد من مقالات صلاح منتصر

رابط دائم: