رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الزوجة «الشكاية»

بريد الجمعة;

 


أنا شاب تجازوت سن الثلاثين ببضع سنوات، ومر على زواجى أربع سنوات، وأعمل فى دولة عربية، وقد أخذت زوجتى معى إلى الخارج منذ ارتباطى بها، ويسر الله لى الأمور، وتصورت أننى بذلك سوف أرتاح من المشكلات التى قد تترتب على بعدها عنى، ولكن لم تكن الأمور كذلك، حيث إن زوجتى «نكدية» بكل ما تحمله الكلمة من معان، إذ لا يمر أسبوع، إلا وتقع فيه مشاحنات بيننا تنتهى إلى خصام، حتى ونحن فى الغربة، وكنت أصبّر نفسى بأنه ليس لديها خبرة فى الحياة، وأحاول أن أحتويها، فكنا نتصالح بعد أن أرضيها حتى لو كانت هى المخطئة.. تصوّر ـ يا سيدى ـ أن هذه هى حالنا كل أسبوع على مدار أربع سنوات حاليا، ومع ذلك، لم أدّخر جهدا ولا مالا فى سبيل إسعادها.. وأكرمنا الله بعد عام من زواجنا بحج بيته الحرام، ويساعدنى عملى على تكرار العمرة كل فترة، ونعيش فى رغد بفضل من الله، وبلا أى ضغوط عليها، حيث تستيقظ فى أى وقت، ونتناول طعامنا خارج المنزل دائما، وأثنى على ما تفعله، حتى لو كان الأمر يتعلق بشىء بسيط، وساندتها فى كل الأمور، وهذا حقها علىّ، ولكن ما يجعلنى فى ضيق دائما، هو شكواها المتكررة لأقاربى منى بلا أسباب، وأحيانا تكتب على وسائل التواصل الاجتماعى ما يعد «تنمرا»، وأسأل نفسى دائما: لماذا كل هذا؟، إذ أفعل ما فى وسعى لإرضائها، بينما هى تنفر منى، كلما اقتربت منها، فلا أغضب، ولم يحدث أن بادرت إلى إرضائى.. أنا الذى أرضيها، وأتقى الله فيها، ولكن الطبع يغلب التطبع، إذ تعاود الخصام كل عدة أيام.. لقد تعبت نفسيا، وأخشى أن ينعكس ذلك على عملى، ولن أستطيع الاستمرار بهذه الطريقة، وهى لا تبالى بأى شىء، فهل أطلقها؟، أم ماذا أفعل؟.

 

ولكاتب هذه الرسالة أقول:

 

قد تصبح كثرة شكاوى الزوجة من الأمور التى تتعلق بحياتها الزوجية، أحد أبرز العوامل التى تتسبب فى تفاقم المشكلات بينها وبين زوجها، وليس حلها وحدوث فتور بينهما لتتحول الحياة الأسرية إلى حياة روتينية مملة تفتقد الدفء العائلى، وقد يتطور الأمر إلى الطلاق، والحقيقة أن الزوجة «الشكاية» تعانى ضعف الثقة بالذات، وتحتاج دائما إلى مساندة الآخرين بطرح المشكلة والاستماع إلى حلها، فالشكوى بالنسبة لها نوع من إثبات الوجود بمعنى «أنا أشتكى، إذن أنا موجود»، وتمثل شكواها وعدم رضاها للظروف الحياتية الأسرية، أحد العوامل المسببة للتباعد النفسى والنفور بينها وبين زوجها، فالشكوى من الصفات المذمومة تؤثر بالسلب على مشاعر الزوج تجاه زوجته، مما يؤدى إلى تفاقم المشكلات الزوجية وليس حلها.

وتختلف طبيعة الشكوى من زوجة إلى أخرى حسب ما ترى من وجهة نظرها أنه يمثل مشكلة، فبعض الزوجات يشتكين من كثرة الأعباء المنزلية والشكوى الصحية وتربية الأطفال بطريقة زائدة عن الواقع الملوس ويطلقن أسهم الشكوى والأنين كلما كان الزوج متواجدا بالمنزل، أو من ناحية أخرى الشكوى من عدم اهتمام زوجها بها مثلما كان قبل الزواج، والواجب على كل زوجة محاولة تجنب الشكوى غير المبررة بقدر الإمكان واختيار التوقيت المناسب لإبداء الاعتراض أو الشكوى للزوج من الأشياء والمشكلات التى تستوجب التوقف عندها.

ويجب على الزوج أن يتفهم شكوى زوجته، ويحاول مناقشتها فى الأسباب الحقيقية وراء الشكوى واعتبارها نوعا من التنفيس، وأن يقتنع بأن زوجته بشكواها لا تقصد «العكننة» عليه، ويجب أيضا تدريب زوجته على الاهتمام بالنظر للجزء الإيجابى للمشكلة، وتعويد زوجته على التفاؤل والابتعاد عن التوبيخ واستعمال الكلمات السلبية حين تشتكى أو تتحدث عن متاعبها، ومحاولة إيجاد حلول للموضوعات محل الشكوى الدائمة.

من هنا أرى أن تبدأ الحل بالحديث معها فى أوقات الصفاء بأنه لا يحل للزوجة أن تفضى بما بينهما للآخرين، لأن ذلك يعمل على تعميق الخلافات بينكما، ولا أحد يعيش معكما، ولذلك فإن أى شخص عليكما سوف يجافى الواقع، وأن الأسرار الزوجية بما فيها من مشكلات يجب ألا تتعدى حدود المنزل.. قل لها ذلك وكرره على مسامعها كثيرا، وعليك أن تفند ملاحظاتها، ولا تتركها للآخرين، فيوغرون صدرها تجاهك، وأرجو منها أن تتناسى المسائل البسيطة، وأن تكبح جماح غضبها، وتترك المكان الذى تكونان فيه معا إلى حجرة أخرى حتى تهدأ، وليبادر كل منكما بالصلح مع الآخر، ومع اتباعكما هذا الأسلوب سوف تضيق الخلافات شيئا فشيئا، وتمضى بكما سفينة الحياة فى أمان بإذن الله.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق