بعض الناس يتصور أننا يمكن أن نعتاد علي القبح كما أعتدنا أن نعايش الجمال.. والفرق كبير أن تفتح عيونك علي حديقة أو أن تشاهد مقلب زبالة أو أن تذهب إلي مكان يتكدس الناس فيه أو أن تدخل مكانا راقياً نظيفا ونحن نعتاد علي الأشياء.. وهناك إنسان تعلم أن يكون مهذباً مترفعاً في كلامه وحديثه ومعاملاته.. وهناك من اعتاد أن يكون فجاً رخيصاً والفرق مجرد كلمه بسيطة اسمها الأخلاق.. والفرق أن هناك إنسانا أحسن الأهل تربيته وسلوكه وإنسانا آخر فسدت أخلاقه ولم يجد من يرشده.. وهناك مناخ يروج للقبح ومناخ آخر يصنع الجمال، في الفن يوجد صوت جميل وصوت قبيح.. وهناك أخلاق نبيلة وأخري قبيحة.. والأنهار أحيانا تتلوث والقلوب يصيبها الترهل والخمول.. وهناك وجوه تشع بالنور ووجوه أخري معتمة.. والإنسان هو الذي ينشر القبح كلاماً وصورة وفعلاً وهو صانع الجمال والبهجة.. وأحيانا تقتحم خفافيش القبح حياة الناس وتتغير الألوان والوجوه والملامح وتطل علي الأفق أشباح مخيفة تشبه البشر ولكنها في الحقيقة مجرد أسماء وعناوين.. لأن القبح كثيراً ما يكذب ويرتدي أثواب الجمال ولكن الحقيقة سرعان ما تظهر لا تتعامل مع القبح حتي لو غير ثيابه ألف مرة.. إن الفن القبيح سوف يبقي مرفوضا حتي لو وجد من يروج له.. والكلام الساقط لن يجد مكانا في ساحة الأخلاق والترفع وتجار الرذيلة لن يجدوا مكانا في ساحة الفضيلة حتي لو غيروا مئات الأقنعة.. وأصوات النفاق لن تكون صوتاً للحق ومن زرع الصبار لن يجني ثمار النخيل.. وعلي الإنسان أن يحسن الاختيار في حياته وهل يزرع النخيل أم يزرع الحشائش.. كل إنسان في هذه الحياة يجني ثمار ما غرس قبحاً أم جمالاً فضيلة أم رذيلة.. وقبل ذلك هل اختار الأخلاق طريقا أم سلك النفاق موطناً وملاذاً.. الخلاصة عندي إذا ضاقت الدنيا حولك ووجدت من يراهن علي القبح ويغتال الجمال لا تتراجع سوف يجيء زمان يزرع الحدائق ويطهر البشر من صناديق الحقد والكراهية.. كان عندي دائما يقين أن الجمال فينا وليس حولنا فقط فلا تترك العواصف تقتل الجمال فيك.
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: