رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
اليمن مازال يدفع الثمن!

ترددت كثيرا وأحجمت طويلا عن الكتابة في شأن ما يجري في اليمن الشقيق موجعا ومفزعا ومرعبا لكل من ينتمي للأمة العربية ويشعر بوحدة المصير لتلك الرقعة الشاسعة الممتدة بين الخليج والمحيط وينطق لسان أهلها بلغة الضاد وإن اختلفت بعض اللهجات.

وكان من بين أسباب ترددي وطول إحجامي أن ما يجري في اليمن شيء يختلف تماما عما أصاب معظم بلدان الأمة العربية التي اجتاحتها عواصف الفوضى والخراب منذ عام 2011 تحت مسمي الربيع العربي الذي اتضح مؤخرا بشكل واضح وقاطع لا يحتمل مناقشة ولا يقبل أي حجة في أنه كان عنوانا لمؤامرة كبري.

إن ما يجري في اليمن أكبر من أن يسمي بالنكبة لأن المحنة التي يعيشها هذا الشعب في ظل أتون حرب أهلية مدمرة هي في الحقيقة محنة غير مسبوقة إنسانيا ولا أظن أن هناك من تعرض لمثلها في العصر الحديث إلي الحد الذي وجد فيه اليمنيون أنفسهم بين يوم وليلة مرغمين علي العيش في الظروف الموحشة للعصور الوسطي وما قبلها فلا ماء ولا غذاء ولا صرف صحي ولا كهرباء ولا طرق آمنة ولا أية وسائل حديثة للمواصلات أو الاتصالات.

أي خراب ذلك الذي حل بالبلد الذي اصطلح تاريخيا علي تسميته باليمن السعيد بعد أن وقع تحت قبضة حفنة من المغامرين وتجار الحروب المعادين للحياة مما جعل الألم والأسى والأحزان عنوانا لمعيشة الناس في المدن وفي كهوف الجبال.

والمسألة واضحة لا لبس فيها... ومن السذاجة اختصار ما يجري علي أرض اليمن السعيد علي أنه صراع داخلي علي السلطة أو أنه جزء من لعبة النفوذ الإقليمي برعاية دولية عن طريق تأجيج الصراعات العرقية والمذهبية وإشعال الحروب الأهلية.

المسألة ببساطة وباختصار شديد أن ما يجري جزء من فاتورة المشروع الفوضوي الذي استهدف منذ عام 2011 ضرب المنطقة وتقسيم وتفتيت أوطانها تحت رايات الربيع المزعوم.. وما أغلاه من ثمن مازال اليمنيون يواصلون دفعه من أمنهم واستقرارهم ودماء أبنائهم!

خير الكلام:

<< علي حواف الأنهار تنبت الورود والأزهار.. وعلي حواف البرك تنمو الطحالب والحشرات!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: